أكَّد الخبير العسكري والاستراتيجي فايز الدويري، أن الثقة ما بين النظام السوري والمعارضة منعدمة تمامًا، متوقعًا فشل الهدنة التي اقترح بها الإبراهيمي مبعوث الأممالمتحدة لسوريا. وأضاف فايز خلال حواره لبرنامج ما وراء الخبر المُذاع على قناة الجزيرة الفضائية: إنّ مبادرة الإبراهيمي بشكلٍ عامٍ لا تستند إلى خطةٍ واضحةٍ أو برنامجٍ زمنيٍّ معروفٍ. كما رأى أن النظام السوري يرفض أي مشروع أو حوار في ظل الوضع الراهن، وقبل توقُّف النيران من جهةٍ واحدةٍ باعتبار أن الجيش النظامي يطلق النار دفاعًا عن النفس وعن السيادة الوطنية، حتى لو كان ذلك على سبيل هدنة مؤقتة خشية من استفادة المعارضة منها، لالتقاط الأنفاس لا سيما بعد التقدُّم الميداني المحقق في ريفي دمشق وحمص، مشيرًا إلى أن ذلك يُعد فرصة للنظام للاستفادة من الوحدات الميدانية التي أنهت مهامها في المنطقتين المذكورتين، لتسريع الحسم في مدينة حلب المشتعلة منذ أكثر من شهرين. وأوضح أن أي هدنةٍ ستضطر الجيش الحر إلى فك الحصار عن مناطق توجد فيها ثكن عسكرية تابعة لجيش الأسد, وهي تعاني ضعفًا على مستوى الإمداد العسكري، ما يعني إعادة تموين هذه المناطق إذا وافقنا على الهدنة وقررنا الانسحاب. وبيَّن الدويري أن دعوة الأخضر الإبراهيمي لهدنة مع النظام السوري تمنح الأسد شرعية سياسية وصورة بهية أمام دول العالم، حيث إن الأسد قد أعلن بالفعل أنه مستعدٌّ للموافقة على هذا المقترح، وبهذا يستطيع أن يلمع صورته أمام روسيا والصين وإيران على الأقل. وشدَّد على أن هذه الهدنة تُصب في مصلحة بشار الأسد بشكلٍ كاملٍ، وذلك بسبب تمكُّن قوات الأسد المسلحة من استخدام أفضل الأسلحة الروسية والصينية لتتجسس على مواقع الجيش الحر وتحركاته وتنظم نفسها، بعد الخسارة الفادحة التي كبدها الجيش الحر لعصابات الأسد وشبيحته.