ظلت حكومة الولاياتالمتحدة لعدة شهور تحث الحكومة العراقية لإيقاف إيران عن توريد الأسلحة للنظام السوري من خلال الرحلات الجوية التجارية عبر المجال الجوي العراقي، ولكن كميات كبيرة من الواردات الإيرانية أصبحت الآن تعبر العراق لسوريا بواسطة قوافل شاحنات برية حسب إفادة طارق الهاشمي نائب الرئيس العراقي عبر الكيبل من منفاه». ويعيش الهاشمي في تركيا بعد توجيه الاتهام إليه وإدانته غيابيًا من قبل المحاكم العراقية التي يقول عنها أنها كانت تعمل بإيعاز من رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي. وكانت السلطات القضائية في العراق قد حكمت عليه بالإعدام الشهر الماضي لمشاركته المزعومة في أعمال إرهابية ضد خصومه السياسيين وهي محاكمة ينظر إليها على أنها ذات طابع سياسي. ولكن لا يزال طارق الهاشمي من الناحية الفنية نائبًا للرئيس العراقي وهو يكافح من أجل ما يسميه «محاكمة عادلة». ويقول: «إن المالكي قد اختطف النظام السياسي العراقي وأصبح رهينة للمصالح الإيرانية التي تشمل دعم الرئيس السوري بشار الأسد». وقال الهاشمي: «إن لديه أدلة وتقارير من سياسيين، وضباط في وزارة الداخلية، ومسؤولين من المخابرات العراقية، تشير كلها إلى تنامي وسائل النقل البرية النشطة من إيران إلى سوريا. وقال: «إن الطريق يمر عبر نقطة تفتيش (زارباتيا) على الحدود بين إيران والعراق، إلى الغرب من بلدة مهران الإيرانية،ويمر عبر مدينة كربلاء، ويعبر إلى سوريا خلال معبر القائم الحدودي بين سوريا والعراق». وأضاف الهاشمي من خلال مكالمة هاتفية: «إن الترانزيت بين إيران وسوريا أصبح لا يستخدم المجال الجوي العراقي وحده بل النقل البري أيضًا الذي أصبح ظاهرة حيث يتم نقل الذخائر والأسلحة الثقيلة، والميليشيات وتمريرها عبر نقاط التفتيش دون أي نوع من العرقلة». وأضاف قائلاً: « أخشى أن تركز الولاياتالمتحدة والمجتمع الدولي على العبور الجوي فقط وتترك العبور بواسطة النقل البري، لابد من التحقق من كل شيء الآن». وقال الهاشمي: «إن القوافل من إيران مستمرة في هذا الطريق دون أي تدقيق». وهناك عدد كبير من الحافلات والشاحنات تمر على نقاط التفتيش على طول الطريق من الحدود الإيرانية إلى الحدود السورية، وتمر من خلال محافظة الأنبار من دون التوقف عند نقاط التفتيش، وقال: «وإذا كانت هذه القوافل تحمل الركاب العاديين، فإنها يجب أن تتوقف على الأقل لختم جوازات سفر هؤلاء الركاب وإذا كانت تحمل الغذاء والدواء فلماذا لا تتوقف عند نقاط التفتيش؟»، وأكد مسؤول في الإدارة الأمريكية للكيبل أن الحكومة الأمريكية تشتبه في أن العراق لا يزال يسمح لإيران بنقل الإمدادات إلى حكومة الأسد عن طريق النقل الجوي والبري، ولكن ذلك ليست هناك طريقة لإثبات أن المالكي يكذب عندما يقول: «إن الشحنات تحتوي فقط على إمدادات لأسباب إنسانية». ويتحفظ الهاشمي قائلاً: «إن لدى الإدارة الأمريكية ما يكفي من الأدلة لإثبات أن المالكي ينتهك التزاماته ليس فقط تجاه الولاياتالمتحدة ولكن نحو الأممالمتحدة وجامعة الدول العربية»، مشيرًا إلى أن العراق عندما يقوم بتفتيش الطائرات التجارية الإيرانية أحيانًا يقوم بتحذير طهران مسبقا بحيث تعمل إيران على ألا تزود تلك الرحلات التي سيتم تفتيشها على إمدادات عسكرية. ويقول الهاشمي: «إن دعم المالكي المستمر والمعلن في أحايين كثيرة عن طريق التصريحات هو مؤشر واضح على تناغم السياسة الخارجية العراقية مع إيران بعيدًا عن الولاياتالمتحدة والمصالح الغربية».