(0- قبل اللعب) الحياة بأبيضها وأسودها، بأيديولوجياتها ومعاركها، رقعة شطرنج ضخمة.. قانونها الفوز ولا شيء غيره.. ولأن أي خطأ أو هفوة يمكن أن يؤديا للهزيمة، فإن كل حركة مهما صغرت يجب أن تكون مدروسة ومحسوبة بدقة، الفارق بين الاثنين أن الشطرنج قد يكون أكثر عدلًا.. ووضوحًا في الرؤية!. (1- اللعبة) على رقعة الحياة العربية تبدو الألوان وقد تمازجت وتماهت، حتى بات اللون الرمادي هو الغالب.. لم يعد هناك أبيضٌ ولا أسود.. فالكل يدعي البياض رغم التشابه في الوقوف على نفس المسافة من الخطأ!. ظالمة هي قواعد اللعبة.. فالكبراء والمنظرون وأصحاب الشعارات غالبًا ما يتمترسون خلف الأتباع المخدوعين، والجنود الجوعى الذين يكونون هم الحطب! (2- الفيل) (الفيل) الأسود في نظر خبراء الشطرنج حجرٌ مغرور ومتهور.. وأحمق أحيانًا!.. إنه لا يعترف بالاستقامة، لذا تجده يسير دومًا بخط مائل!.. ولا يؤمن إلا بالقوة والمكر والخديعة، باختصار.. هو حجرٌ عنجهيّ وغير مأمون الجانب. في رقعة الشرق الأوسط الفيل الأسود هو (إيران). إحدى الروايات تقول: إن الشطرنج لعبة فارسية!.. عندما تشاهد إيران وهي تقوم بذر الرماد في العيون من خلال تحريك بعض القطع لخداع الداخل وللكذب على الخارج.. بينما تدير اللعب ببراعة في الخفاء!.. فإنك تصدق أن الشطرنج لعبة فارسية! التاريخ يقول: إن الوحيد الذي باستطاعته هزيمة (الفيل) الأسود هو طير الأبابيل، لكنه ليس من قطع الشطرنج!. (3- الجندي) العرب.. بربيعهم.. وثوراتهم.. وضجيجهم الذي لا ينتهي، مجرد (جنود) أو (بيادق) نصف مشلولة.. على رقعة شطرنج قديمة، يلعب بها محترفون منذ أيام القبيح (بلفور) وحتى عصر الحسناء (كلينتون)!!.. بالأمس كانت فلسطين هي ساحة اللعب.. ثم أصبحت لبنان.. فالعراق.. واليوم جاء دور سوريا!. الروس أمهر البشر في الشطرنج.. والساحة السورية تشهد بذلك. سوريا اليوم تشبه لعبة شطرنج محسومة النتيجة.. سقطت القلاع ومات العسكر وانتحرت الفيلة وفر الوزراء.. تبقى فقط «كش أسد». القلعة البيضاء.. أو (البيت الأبيض) الذي يؤوي الأفيال ويسحق الجنود البسطاء.. يجعلك تؤمن أن اللاعب الجيد هو من يدرس جميع سلوكيات وتصرفات الخصوم، ويتوقع كيف يفكرون! ليركب ثوراتهم.. وليمسك بكل خيوط اللعبة.. مستمرًا في الصدارة. في الشطرنج كما في السياسة ليس هناك صداقات ولا عداوات دائمة حتى بين (الإخوان)! .. لكن لا بد من الاعتراف أن هناك لاعبين (حريّفة).. وهناك أيضًا لاعبون أغبياء وسيئون جدًا. أهم قواعد الشطرنج أن تضع الحجر المناسب في المكان المناسب.. تخيل مثلًا كم الكوارث التي ستحدث عندما يكون (الوزير) في المكان الخطأ. (4- خروج عن النص) بمناسبة العيد والغلاء.. يقولون: إن (الجيعان يحلم بسوق العيش).. لذا فإن كثيرًا من أبناء الطبقة الوسطى يتمنون لو أن الشطرنج كان يحتوي بدل الحصان على (خرووووف)!. كل عام وأنتم بخير. [email protected]