أفادت الأنباء أن رصاصات حركة طالبان قد استهدفت الفتاة ملالة يوسف ذات ال 14 عاماً وهي عائدة من مدرستها ونجت بأعجوبة من الموت بعد أن اخترقت الرصاصة جمجمتها ، وقد أعلنت حركة طالبان تبنيها للعملية حيث اشتهرت الطالبة بمواقفها المناهضة لحركة طالبان وخصوصاً موقف الحركة من تعليم البنات ، وقد سبق أن نالت الطالبة جائزة باكستان الوطنية الأولى للسلام في عام 2011م نظراً لجهودها في الدفاع عن حقوق الطالبات والجرأة في طرح مشاكلهن . وقد زار رئيس الوزراء الباكستاني الفتاة وصرح بأن هذه الجريمة ليست ضد فرد بل جريمة ضد الإنسانية وهجوم على القيم القومية والاجتماعية وتصاعدت هذه القضية على الصعيد الدولي إذ صرح مصدر إماراتي مسؤول أن التنسيق جارمع السلطات الباكستانية منذ الحادثة وقد أعربت الإمارات عن كامل إستعدادها لتقديم العلاج كما إن هناك طائرة إماراتية جاهزة للإقلاع إلى باكستان لنقل التلميذة لعلاجها في الخارج ،وقد تم فعلا نقل الفتاة الى لندن مؤخرا .وخلال الأيام الماضية وجدت إن معظم وسائل الإعلام تنقل هذا الخبر وتتابع أحداث علاج ملالة ومن ضمنها قنوات تلفزيونية عالمية مثل السي إن إن والبي بي سي وغيرها من الوسائل الدولية حيث أخذت تتابع وضع ملالة الصحي وتماثلها للشفاء . وماحدث لملالة من إعتداء لايقره عقل ولاشرع ولامنطق وهو ضد كل معاني الإنسانية بل هو أسلوب الهمجية والإرهاب والبطش والتنكيل ، وهو أسلوب يتنافى كلية مع مبادئنا وشرعنا الحنيف ، ولكن في الوقت الذي أراقب فيه هذا الإهتمام العالمي الإعلامي بقصة ملالة أتعجب من تجاهل نفس الإعلام لمئات الضحايا من الفتيات اللاتي في عمر الزهور من أمثال ملالة اللاتي تحصدهن كل يوم يد البطش والتنكيل في سوريا أو أولئك المدنيين الذين تفتك بهم الطائرات بدون طيار في باكستان أو غيرهم من الضحايا الذين يسقطون كل يوم وهم أبرياء صحيح أن هؤلاء لم يعارضوا طالبان أو غيرها ولم تكن لهم جهود للدفاع عن أي قضية بل لم تكن لهم قدرة في الدفاع عن أنفسهم ، إلا أنهم بشر أيضاَ وأبرياء فلماذا لم يهتم الإعلام العالمي بهم ولماذا لم يتابع قضيتهم ويعطيها نفس الزخم الذي أعطي لقضية ملالة ؟ [email protected]