كان -ومازال- الشخصية المنضبطة سلوكيًّا وسياسيًّا داخل الجماعة وخارجها، مع خصومه قبل حلفائه، يعتبر داخل جماعة الإخوان المُعَد دائمًا لتقلّد المناصب التي يتنافس عليها غيرُ أصحاب الحظوة، وهو الحلُّ بنظر قياداته عند تشابك المواقف، ولهذا فقد اختير الدكتور محمد سعد الكتاتني رئيسًا للجنة التأسيسية لوضع الدستور، وقبلها رئيسًا للبرلمان المنحل، وتم ترشيحه في بورصة الترشيحات للرئاسة. الكتاتني بتاريخه الذي لا يغيب عن أحد كأحد روّاد جماعة الإخوان في مطلع السبعينيات، وكونه كان من الشخصيات التي لها علاقات جيدة مع كل القوى السياسية، والوجه المألوف الذي تقدمه الجماعة من أجل بناء ائتلافات مع التيارات الأخرى. لم يعرف الجمهور الإخواني الكتاتني سوى مع برلمان 2005، حيث حصلت الجماعة فيه على 88 مقعدًا، فكان المفاجأة أن قدّمه صقور التنظيم ليكون هو رئيس كتلة الجماعة في البرلمان. وهو أستاذ جامعي من المنيا، وكان مسؤولاً عن الإخوان في هذه المحافظة، وكان ظهوره إيجابيًّا للجماعة، فهو أيضًا أصبح وجهًا تقبله التيارات السياسية. وقاد كتلة الإخوان في أكثر فترة حِراك سياسي شهدتها مصر قبل الثورة، والمعروفة بسنوات المخاض، وهو يتمتع بعلاقات طيبة مع قيادات الجماعة حتى تم تصعيده عضوًا بمكتب الإرشاد عام 2008 في انتخابات تكميلية تمت بسرية شديدة، صعّدت 5 أفراد جدد للمكتب، وبعد الثورة استقال من مكتب الإرشاد؛ ليكون من أبرز المؤسسين لحزب الحرية والعدالة، واختاره مجلس شوري الجماعة ليكون أمينًا للحزب، وبعد انتخابات البرلمان اختارته الجماعة والحزب ليكون رئيسًا لمجلس الشعب (المنحل). محمد سعد الكتاتني، عضو مجلس الشعب عن الدائرة الأولى بمحافظة المنيا، وأول رئيس لمجلس الشعب بمصر بعد ثورة 25 يناير، والذي فاز به بأغلبية ساحقة، ضد منافسه عصام سلطان، بعدما حصل الأول على 399 صوتًا، من إجمالي 508 هم عدد أعضاء برلمان الثورة المنتخبين والمعينيين.