دعت دراسة علمية سعودية إلى تأسيس مؤشر لقياس التطوع بالاستناد إلى استطلاعات الرأي في العالم العربي، وذلك بهدف معالجة النقص الذي تعاني منه المنطقة العربية في استطلاعات الرأي المتعلقة بالتطوع. وأوضحت الدراسة التي استعرضها المركز الدولي للأبحاث والدراسات «مداد» وقدمها الدكتور سامر رضوان أبورمان مدير الأبحاث واستطلاعات الرأي بالمركز خلال ندوة العمل التطوعي وآفاق المستقبل والتي عقدت في رحاب جامعة أم القرى برعاية خادم الحرمين الشريفين، أوضحت أن استطلاعات الرأي موجودة في العالم العربي ولكنها باستحياء عبر الدراسات الأكاديمية الميدانية والتي لا تتيح فرصة التعرّف على الاتجاهات بشكل دقيق، أو التعرّف على تطور هذه الاتجاهات. وشددت الدراسة التي عُنونت ب»استخدام استطلاعات الرأي في قياس التطوع» على أهمية أن تتولى جهة إنشاء مؤشر لقياس التطوع بالاستناد إلى استطلاعات الرأي يراعي البيئة والثقافة العربية، بحيث تتبناه جهة حكومية أو أكاديمية أو قطاع غير ربحي ويتم كتابة تصور له وبناء استمارة خاصة بالاستفادة من أكبر عدد ممكن من الخبراء والأكاديميين والممارسين للعمل التطوعي وتنفيذ الاستطلاع سنويًا بأوقات مناسبة في المجتمعات المشمولة في المؤشر، حيث اقترحت الدراسة محاور مهمة تغطي ممارسة العمل التطوعي والصورة الذهنية عن العمل التطوعي وأسباب القيام بالعمل التطوعي وموانع القيام به، إلى جانب نية التطوع في المستقبل، ومجالات العمل التطوعي التي يرغب بها المستجيبون. وبيّنت الدراسة أن التطوع والتعامل مع المتطوعين تنامى بشكل سريع، حيث أوضحت أن قياس التطوع وفق المؤشرات قد تنامى في التسعينيات من القرن العشرين، مصاحبًا لحركة المؤشرات للتعامل مع التنمية البشرية من جهة، ومواكبًا لتصاعد الاهتمام بالقيمة المضافة للعمل التطوعي ومنظمات المجتمع المدني من جهة أخرى. وأكدت الدراسة أنه في ظل هذا التطور والنماء لم تغب أداة استطلاعات الرأي واستخداماتها في الكشف عن ظاهرة التطوع، مشيرةً إلى أن استطلاعات الرأي تعتبر طريقة ومنهجية تهدف إلى معرفة وقياس السلوك والاتجاهات والآراء وتوزيعها. ونبّهت الدراسة إلى أن استطلاعات الرأي في العمل التطوعي حديثة الولادة في العالم العربي، مبيّنةً أن هناك تنوعًا في المواضيع والأفكار الواردة في استطلاعات الرأي في العمل التطوعي، وأبرزت الدراسة أهمية استطلاعات الرأي والتي تعتبر وسيلة مهمة في قياس ومعرفة واقع وتطور واستشراف المستقبل المتعلق بالعمل التطوعي، لذا تزداد الحاجة الملحة لابتكار مؤشر عربي لقياس الجوانب المتعلقة بالتطوع، مؤكدةً على أهمية أن تحرص الجهات الخيرية والتطوعية في أن توثق أعمالها المتعلقة بالتطوع، وكل ما يتعلق بها من إحصائيات وبيانات، حتى تكون مفيدة في مجال تنفيذ استطلاعات رأي متعلقة بالتطوع. وكانت ندوة العمل التطوعي وآفاق المستقبل والتي عقدت برعاية خادم الحرمين الشريفين ونظمتها كلية خدمة المجتمع والتعليم المستمر بجامعة أم القرى قد أوصت بأهمية العناية باستطلاعات الرأي لكونها وسيلة مهمة في قياس الواقع ومعرفته والتطور المطلوب واستشراف المستقبل للعمل التطوعي.