دعت دراسة سعودية إلى تأسيس مؤشر لقياس مفهوم العمل التطوعي في المجتمع بالاستناد إلى اجراء استطلاعات للرأي بين الناس ، وذلك بهدف معالجة النقص الحاصل في الإقبال على ممارسة الاعمال التطوعية، وقد بينت الدراسة التي استعرضها المركز الدولي للأبحاث والدراسات «مداد» وقدمها الدكتور سامر رضوان أبو رمان مدير المركز خلال ندوة العمل التطوعي وآفاق المستقبل والتي عقدت في رحاب جامعة أم القرى برعاية خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله - أن الاعمال التطوعية موجودة سواء في المملكة أو في العالم العربي ولكنها تقام باستحياء بين الافراد، وقد شددت الدراسة التي عنونت ب«استخدام استطلاعات الرأي في قياس التطوع» على أهمية أن تتولى جهة معينة انشاء مؤشر لقياس التطوع بالاستناد إلى استطلاعات الرأي بين الافراد يراعى فيها الجانب البيئي والثقافي، بحيث تكون جهة حكومية أو أكاديمية أو قطاعا غير ربحي على أن يتم كتابة تصور له يشتمل على استمارة خاصة الهدف منها الاستفادة من أكبر عدد ممكن من الخبراء والأكاديميين والممارسين للعمل التطوعي وأن يكون الاستطلاع سنوياً وبأوقات مناسبة. وقد أوضح معد الدراسة د.سامر أبو رمان : ان العمل التطوعي والتعامل مع المتطوعين في المجتمع قد تنامى بشكل معقول في السنوات الخمس الماضية، مقارنةً بسنوات نهاية القرن الفائت، وقد يعود السبب في ذلك لزيادة التعامل مع التنمية البشرية من جهة، ومواكبة تصاعد الاهتمام بالقيمة المضافة للعمل التطوعي ومنظمات المجتمع المدني من جهة أخرى. وبين ابو رمان أنه في ظل هذا التطور والنماء لم تغب أداة استطلاعات الرأي واستخداماتها في الكشف عن ظاهرة التطوع، مشيرا إلى أن استطلاعات الرأي تعتبر طريقة تهدف إلى معرفة وقياس السلوك والاتجاهات والآراء وتوزيعها خاصة إذا علمنا أن العمل التطوعي يعد حديث الولادة في مجتمعنا. وأشار أبو رمان الى أن استطلاعات الرأي تعتبر وسيلة هامة في قياس ومعرفة واقع وتطور واستشراف المستقبل المتعلق بالعمل التطوعي، لذا تزداد الحاجة الملحة لابتكار مؤشر عربي لقياس الجوانب المتعلقة بالتطوع، مؤكداً على أهمية أن تحرص الجهات الخيرية والتطوعية في مجتمعنا على أن توثق أعمالها المتعلقة بالتطوع، وكل ما يتعلق بها من إحصائيات وبيانات حتى تكون مفيدة في مجال تنفيذ استطلاعات رأي متعلقة بالتطوع في المستقبل. وأضاف ابو رمان: ان هناك العديد من الجهات التطوعية في مجتمعنا لا تملك سجلات توثق فيها عدد المتطوعين المشاركين في الاعمال التطوعية التي تتبناها، مقترحاً اعداد سجلات رسمية لدى هذه الجهات لكي تحتفظ بها ، بغرض توثيق هذه الاعمال ، كذلك سيكون أدق من تنفيذ استطلاعات رأي في هذا الخصوص في السنوات المقبلة. وأوضح ابو رمان أن هذه السجلات يتم فيها تحديد المدة حسب الأهداف المراد تحقيقها والميزانيات المتوفرة، وغيرها من العوامل، كذلك سيؤدي بها إلى التعامل مع جهات احترافية متخصصة ستسهم في نشر النتائج قدر المستطاع عبر وسائل الإعلام وغيرها بشفافية وحيادية. يذكر أن ندوة العمل التطوعي وآفاق المستقبل والتي عقدت برعاية خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله ونظمتها كلية خدمة المجتمع والتعليم المستمر بجامعة أم القرى بالتعاون مع مدينة تدريب الأمن العام بمنطقة مكةالمكرمة قد أوصت بأهمية العناية باستطلاعات الرأي لكونها وسيلة مهمة في قياس الواقع ومعرفته والتطور المطلوب واستشراف المستقبل للعمل التطوعي والقيام بها بشكل دوري والإفادة منها في ترجمة النتائج الى سياسات وقرارات وخطط عملية.