أكدت قيادات الدفاع المدني وجود توجه للتوسع في مجال الإدارة الإلكترونية لتحركات الحجاج في المشاعر المقدسة، مشددة على منع حمل العفش أثناء التوجه لرمي الجمرات؛ حفاظًا على سلامة الجميع. وأشارت في الجزء الثاني من ندوة المدينة عن أعمال الحج هذا الموسم إلى مشاركة 90 فرقة في أعمال المسح الوقائي للأبراج السكنية بالمشاعر وتعيين مختص سعودي للسلامة في كل برج سكني من أجل تفعيل الجوانب التنسيقية المختلفة. وأشارت إلى مشاركة فريق جيولوجي في مسح المشاعر للتأكد من عدم وجود أي اخطار تهدد سلامة الحجاج. ولفت المشاركون إلى مشروع طموح يجرى العمل عليه حاليا لتمرير الصور الجوية لطيران الأمن بالحج إلى أجهزة الحاسب الآلي مباشرة وجوالات المسؤولين. واشاروا إلى وجود فرق مختصة للتدخل في الانفاق عند حدوث أي طارئ خلال أعمال الحج. (90) فرقة للمسح الوقائي *- (المدينة): تشكل الأبراج السكنية في مكةالمكرمة أهمية كبيرة لاستيعابها أعدادا كبيرة من الحجاج، ما إجراءات السلامة التي تم اتخاذها بها؟ - العقيد عبدالله القرشي: الطبيعة الجغرافية التي أكرم الله بها العاصمة المقدسة أفرزت نمطا عمرانيا فريدا من نوعه في ظل صغر المساحات والممرات وتلاصق المباني وارتفاعها مما قد يرفع من معدلات الخطر. وقد اعد الدفاع المدني خلال السنوات العشر الماضية خطة مرحلية لمعالجة هذا الوضع تحت إشراف إمارة المنطقة وتوجيهات صاحب السمو الملكي وزير الداخلية وبمتابعة من مدير الدفاع المدني وقائد قوات الدفاع المدني، ونتج عن هذه الخطة في المرحلة الأولى تنفيذ 35 من متطلبات أجهزة الإنذار وشبكات الحريق بنوعيها الجاف والرطبة وبعد السنوات الخمس الأولى دخلنا في المرحلة الثانية لتنفيذ مخارج الطوارئ ونظام الرش الآلي، وقد استفدنا من السلبيات لمعالجة ما سيقام من عام 1428ه والحمد لله تحققت مخارج الطوارئ فيما يخص هذه الأبراج السكنية المخصصة لإسكان الحجاج. واقيمت ورش عمل في أمانة العاصمة المقدسة في كيفية تأهيل المكاتب الهندسية وكيفية معالجة ما هو قائم كما ساعد في هذا الأمر صدور اللائحة المعدة الحديثة لإسكان الحجاج والتي اعطت فرصة كبيرة لاستبعاد كامل المباني الشعبية من إسكان الحجاج لعدم توفر كامل الاشتراطات بها، وبعد عام 1428ه صدرت توجيهات بعدم اقامة أي منشأة إسكان للحجاج أو فندقية إلا باعتماد المخططات من الدفاع المدني فيما يتعلق بالسلامة ومخارج الطوارئ والإنذار، كما أصبح هناك تنسيق قوي بين لجنة الإسكان وأمانة العاصمة المقدسة والدفاع المدني في دراسة المخططات المتعلقة بالسلامة، ويأتي بعد ذلك مرحلة متابعة تنفيذ المخططات من خلال دوريات المسح الوقائي والمتابعة الميدانية لتصحيح بعض أخطاء المقاولين بعد التنفيذ ولا يتم إيصال التيار الكهربائي إلى أي منشأة إلا بعد تجربة الأنظمة والتأكد من صلاحيتها وجاهزيتها، كما اصبح من ضمن المتطلبات أن يكون في كل منشأة فريق متخصص ومدرب على الإطفاء والإخلاء وهم يعتبرون جزءا لا يتجزأ من الخطوط الأولية للمكافحة لأنه عندما يكون هناك مختص سعودي لأعمال السلامة في كل برج سكني يتم التنسيق بشكل افضل لمواجهة أي طارئ كما عمدنا إلى ربط جميع مؤسسات السلامة وشركات المصاعد بموقع الدفاع المدني لتسهيل المتابعة الدورية وألزمنا الجميع بإدخال مواعيد الزيارة الدورية ومتابعتها آليًا، وهذا الربط الشبكي يسهل متابعة المنشآت والسيطرة على المخالفات بها. كما تشارك 90 فرقة ميدانية متخصصة في المسح الوقائي بهدف رصد المخالفات وتطبيق لائحة مخالفات نظام الدفاع المدني. استخدام الأجهزة الذكية في الحج *- (المدينة): إلى أي مدى يتم استخدام التقنية في أعمال الحج؟ - اللواء محمد القرني: من أهم معطياتنا المستخدمة في الحج قياس ورصد كل العوادم والملوثات والمواد الخطرة في المشاعر المقدسة، ولعل ذلك يعطينا مؤشرات كاملة عن هذه الملاحظات، وسيتم استخدام الأجهزة الذكية التي تمكن القيادة من متابعة جميع الأحداث مباشرة من موقع الحدث وعمل تقييم لجميع المشاركين بناء على المعايير المعتمدة، ومركز المعلومات شارك هذا العام بتقنية ربط الدفاع المدني بالخرائط وبالتالي تستطيع كمشارك في الحج الدخول لمعرفة جميع المناطق في المشاعر والمسؤولية المسندة لك والجهة الإشرافية للموقع. ولا شك أن ذلك يؤهل رجل الدفاع المدني للمشاركة وفق المعطيات التي تساعده على مهمته في حدود مسؤولياته فضلا عن معرفة الحجاج والمخيمات الواقعة تحت مسؤوليته إلكترونيًا بالتنسيق مع وزارة الحج. فريق جيولوجي لمسح المشاعر - العقيد يحيى الغامدي: استخدام التقنيات في خطط الدفاع المدني من ضمن أولويات العمل خلال موسم الحج وهناك فريق جيولوجي متواجد على مدار الساعة يقوم بمسح كامل لمشعر منى بالإضافة إلى مشاركة الفرق الأخرى في عرفات ومزدلفة والفريق يعمل بصورة متكاملة في رصد كل المخاطر سواء الكيميائية أو الجيولوجية أو الإشعاعية في المواقع التي تقع ضمن الخطة والأماكن المحتملة، ولدينا فريق متكامل في عملية الإخلاء الطبي بالتنسيق مع عمليات المشاعر، ويتم استخدام التقنية في نقل بيانات المواقع الخطرة من المواقع الميدانية إلى مراكز القيادة للتعامل معها بشكل تقني من خلال الشخص المسؤول عن الجهاز وفي العام الماضي تم استعراض أكثر من 15 ألف قراءة في العاصمة المقدسة وتعاملنا مع بعض الامور الخطورة وهذا العام سيتم استخدام تقنيات أخرى بعد التأكد من جاهزيتها. 4 معسكرات للإيواء *- (المدينة) هل هناك خطط للإخلاء في حالة وجود حوادث لا قدر في المشاعر المقدسة؟ - اللواء عبدالله الغشام: هناك خطة متكاملة من خلال المعلومات الجغرافية ولدينا أربعة معسكرات للإيواء في المشاعر المقدسة لديها قدرة استيعابية تصل إلى أكثر من 60 ألف حاج في كل معسكر في حال تطلب الأمر نقل الحجاج من مخيماتهم إلى هذه المعسكرات. صور حية للحوادث * - (المدينة): ما مدى مشاركة الطيران في أعمال الحج؟ - العقيد رياض عسيري: الطيران جزء أساسي في تنفيذ مهام الإنقاذ والإسعاف والإخلاء والإطفاء وفي موسم الحج يقوم بعمليات على مدار الساعة ابتداء من الأول من شهر ذي الحجة لتمرير المعلومات عن الوضع والموقف على الأرض إلى القيادات في مر كز السيطرة والتحكم بقوات أمن الحج كما يشارك مع جهات أخرى كوزارة الإعلام والصحة والقطاعات الأمنية المختلفة والجهات الخدمية وتم البدء في دراسة مشروع طموح في حال تنفيذه سيكون باستطاعة الطيران المدني القيام بتمرير الصور الحية لأي حادث ليس إلى شاشات غرف المراقبة فقط بل إلى جهاز الحاسب الآلي وإلى جوال المسؤول من الطائرة مباشرة من خلال تصوير متطور عبر الكاميرات المزودة بتقنية HD إضافة إلى تقنية ديجتال ماجن والتي ستغني عن استخدام الخرائط التقليدية مركز العمليات *- (المدينة): ما المهام التي يقوم بها مركز العمليات خلال موسم الحج؟ - اللواء محمد القرني: مركز العمليات في الدفاع المدني بمفهومه الشامل يعتبر المحرك الرئيسي لجميع ما أعد من خطط ميدانية والوقوف على الجاهزية التامة فيما يخص الإطفاء والإخلاء والإنقاذ وكذلك جانب الإسناد والمعلومات والإحصاءات. ويتم متابعة جاهزية تنفيذ برامج التدريب والفرضيات وتطبيقها ميدانيا مع قادة المناطق إضافة إلى عملية إدارة الحوادث ونقل الحدث والصور الواقعية لها ونقل المعلومات من وإلى الميدان بمشاركة نخبة من المتخصصين القادرين على قراءة الأحداث وإدارتها لمعالجتها بالشكل المطلوب. تأهيل الأنفاق *- (المدينة): ما الاستعدادات لمواجهة الحرائق في الأنفاق بمكةالمكرمة؟ - العقيد عبدالله القرشي: بالنسبة للأنفاق سواء الموجودة في العاصمة المقدسة أو المشاعر المقدسة هناك توجيهات ولجان مشكلة مع الأمن العام والأمانة والدفاع المدني لإعادة تأهيلها، وخلال الفترة الماضية تم تنفيذ شبكات الحريق في هذه الأنفاق ومخارج طوارئ وهناك أجهزة قياس التلوث ويتم التواجد على مدار الساعة أثناء الذروة لرصد المؤشرات، وفي حال ارتفاع أي مادة كربونية أو ملوثات هوائية يتم إغلاق وإيقاف الحركة في هذه الأنفاق إلى حين التأكد من سلامة الوضع وهذه جميعها مربوطة بغرف التحكم والمراقبة والسيطرة حمل الأمتعة بالجمرات *- (المدينة): يحرص بعض الحجاج على حمل الأمتعة أثناء توجههم إلى رمي الجمرات.. ما الإجراءات في هذا الشأن؟ - العقيد ناصر النهاري: تم تنسيق وتوزيع المهام بين الأفراد الموجودين في منشأة الجمرات لمعرفة أماكن الازدحام وهناك خطط بين الدفاع المدني والجهات ذات العلاقة فيما يخص تفويج الحجاج إلى الجمرات تركز على ضرورة عدم حمل الأمتعة اثناء التفويج لرمي الجمرات. دعم ركن مزدلفة *- (المدينة): ما خطط السلامة في مشعر مزدلفة؟ - المقدم سعد البشري القيادة دعمت ركن مزدلفة بحوالى 31 فردا متخصصا وفرق السلامة في المشاعر تعتمد كليا على التخصص، وتم استحداث مواقع لإنزال حجاج الداخل في محطة مزدلفة 1 والذين يبلغ تعدادهم أكثر من 514 ألف حاج مع توفير الأمن والراحة لهم من خلال نشر الشبكات في المنطقة وتم التنسيق مع وزارة الحج للقضاء على أي اشكاليات تتعلق بالزحام. الحفز المعنوي * - (المدينة): هل هناك إعداد نفسي لأفراد الدفاع المدني المشاركين في مهمة الحج؟ - اللواء قابل الغانمي: جميع مهام الدفاع المدني فيها صعوبة في الأداء وتحتاج إلى إعداد خاص لمواجهة الصعاب والتكيف مع المواقف المختلفة متى ما احتمل الأمر ومهمة الحج تخضع لإعداد نفسي وإدارة الشؤون المعنوية تركز على الحفز المعنوي لتهيئتهم لأصعب المواقف وأحلك الظروف.