كشفت جولة فريق طبي سعودي لزيارة اللاجئين السوريين في مخيماتهم على الحدود التركية السورية عن معاناة كبرى يعيشها هؤلاء اللاجئون ومنها الأمراض النفسية التي تصاحب الكثير منهم خصوصا فئات الأطفال والنساء. وأكد ل»الرسالة» الدكتور رجب بريسالي أحد الأطباء الذين باشروا معالجة المرضى من اللاجئين هناك أن أجيالا متعاقبة سوف تعاني من آثار هذه الحرب والهجمة الظالمة من أمراض اضطرابات وعلل نفسية واجتماعية متنوعة، مشيرا الى أنه لن تقتصر هذه الأمراض على الجيل الحالي بل سوف يتعداها ليصيب أجيالا متعاقبة بأكملها. مخاطر محدقة وكشف عن معاينة أكثر من (215) حالة في خلال أسبوع واحد من أصل (12) ألف لاجئ لم تتم معاينة الكثير منهم للمخاطر المحفوفة بالمخيمات من استهداف النظام للاجئين، مؤكدا أن النسبة متفاوتة في المرضى ما بين الأطفال والنساء والرجال، حيث يمثل النساء المريضات نفسيا نسبة 65%، فيما يمثل الأطفال نسبة 35%، والرجال ما نسبته 5%. حالات نفسية وعن الحالات النفسية التي وقف وزملاؤها الأطباء عليها، قال بريسالي: يمكن تقسيمها إلى ثلاث فئات: الأولى وتشمل المصابين سابقا وقبل الحرب كالانفصام والاكتئاب والقلق العام ونتيجة لعدم وجود العلاج واستمراره فقد أدى ذلك إلى انتكاسة حالاتهم المرضية وتفاقم أوضاعهم النفسية مما يشكلون لا محالة خطورة على أنفسهم أو على ذويهم، والثانية فهي لأشخاص لم يكونوا يعانون من أي عارض نفسي أو عصبي ولكن نتيجة لمشاهدتهم القتل والقصف الجوي بالطائرات وقذائف المدفعيات كل ذلك شكل عليهم عبئا وضغطا نفسيا مما جعلهم فريسة سهلة لما يسمى في الطب النفسي ب (اضطراب الكرب الحاد) و(اضطراب الكرب ما بعد الصدمة) ويعد هذا عرضا نفسيا حقيقيا، يجعل المصاب به يعيش في اضطراب وخوف شديدين ومع الاستمرار يزداد المرض سوءا وقسوة وشدة بأي استحضار مرئي للذكريات من خلال الصور المرعبة أو سماع دوي وأصوات مفزعة أو ما يسمى (الفلاش باك)، وتصاحبه أمراض القلق ورؤية الكوابيس المخيفة والمفزعة والشعور بالوحدة مع حالات هياج نفسي مفاجئ، مما يؤدي إلى مشاكل نفسية أكيدة كالأقدام على الانتحار. الأطفال والصغار وفيما يتعلق بالفئة الثالثة قال بريسالي: إنها تتعلق بفئة الأطفال والذين يشكلون ما نسبته 30% من المرضى الذين تم الوقوف على حالاتهم ميدانيا في المخيمات التركية، موضحا أن من أكثر الصور مأساوية للأطفال الذين لم يتجاوزوا السن التاسعة من أعمارهم حيث أصيبوا بالعديد من الاضطرابات النفسية في مقدمتها الشعور بالاحباط والعزلة وفقدان الثقة بالنفس والاكتئاب النفسي، بالإضافة إلى حالات عديدة كان يعاني منها الأطفال منها التبول الليلي اللاإرادي مع التلعثم وصعوبة في التعلم مع نوبات هلع شديدة جدا، مؤكدا أن الوضع المأساوي للاجئين السوريين من خلال القمع والتعذيب الذي عانوه من النظام المستبد جعلهم يعيشون أوضاعا نفسية مضطربة. يذكر أن المملكة ترسل في كل فترة طاقما طبيا متكاملا لجميع التخصصات لمؤازرة ونصرة إخواننا السوريين بتقديم مختلف الخدمات الطبية المتخصصة وذلك من خلال منظمة أطباء عبر القارات التي ترعاها رابطة العالم الإسلامي.