الإعلام الجديد.. الإعلام الإلكتروني عبارة تتردَّد على أسماعنا، نُردِّدها ويُردِّدها الآخرون كثيرًا منذ زمن؛ دون أن نجد لها تعريفًا واحدًا مُحدَّد المعالم، بيّن الطريق، مع الاعتذار لأرباب الإعلام وأساطينه وأساتذته، ولكن نحن كمتلقين نستطيع أن نُحدِّد معالم هذا الإعلام الجديد مما يحيط بنا، ويبدو لنا من ظواهره الواضحة ومعالمه البيّنة، فماذا يعني الإعلام الجديد لنا كمتلقين، وماذا يريد المشتغلون به، وكيف يوظفونه لخدمة المجتمع إيجابًا، هذا ما نتلمسه ونعايشه كمتلقين لهذا الإعلام، فهل هو حرية مطلقة بدون قيود، هل هو فكر شارد بدون حدود إلى درجة التطاول على الذات الإلهية أو المساس بالأنبياء والمرسلين الكرام -عياذًا بالله-، هل هذا الإعلام يعني انفلاتًا لا أخلاقيًا نراه ونشاهده صباح مساء في بعض القنوات الفضائية التي غلب فيها كثيرًا الغث على السمين، أهذا الإعلام الجديد يعني ما يدور في أروقة بعض إذاعات ال»إف إم» من استخدام لغة سوقية، وحوارات ساخنة إلى حد الإسفاف بين بعض المذيعين والمذيعات الشباب بين بعضهم بعضًا، أو مع المتصلين من المستمعين، دون مراعاة لأدنى حدود الذوق العام وكأنهم شلة أو شبكة يتبادلون الضحكات والنكات السخيفة على مقهى شعبي من الدرجة الرابعة مثلًا، هل الإعلام الجديد يعني تطاولًا في النقد للآخرين وبذاءة في الحوار لدرجة تجريح الآخرين والنيل من ذممهم دون بينة، وكأن المذيع أصبح قاضيًا وحكمًا وجلادًا، هل يُراد من الإعلام الجديد استخدام وسائل التواصل الاجتماعي لبث الفرقة وإثارة النعرات القبلية في المجتمع كما هو ملاحظ حاليًا، تطول بنا الأمثلة ونتوه كمتلقين مما يدور حولنا ويعتبر شاهدًا ودليلًا على ما يتحفنا به بعض هذا الإعلام، ونتساءل بكل لهفة ويحق لنا أن نتساءل: ما الجديد المفيد في الإعلام الجديد غير ما ذكرنا من مظاهر سلبية، صحيح أننا كلنا كمتلقين استعملنا قليلًا أو كثيرًا شبكات التواصل الاجتماعي ك»فيس بوك وتويتر»... وغيرهما، ولا نستغني عن ذلك، لكن ماذا استفدنا منها، هل فقط تزجية الوقت بالتسلية، أم لإطلاق النكات السخيفة والشائعات أو لإزعاج الآخرين، ماذا استفدنا أو أفدنا المجتمع من تلك الوسائط الجديدة في الإعلام، أسئلة تطول وتكثر وعلامات استفهام حيرانة علَّها تجد جوابًا شافيًا وافيًا، هل حقًا استفدنا من الإعلام الجديد كما ينبغي خدمة للمجتمع، وارتقاءً بذائقة المتلقِّي، وتيسيرًا لاحتياجاته اليومية، أم تحوّل بعض هذا الإعلام من نعمة إلى نقمة، وأصبح عورة بدلًا من أن يكون روعة؟!. [email protected]