كنت في مراجعة لأحد الدوائر الحكومية وجلست منتظراً دوري للدخول على المدير وإذا بشاب يدخل مباشرة وسط حفاوة وترحيب من السكرتير واكتملت هذه الحفاوة بترحيب المدير الحار الذي لم تحجبه عن أسماعنا حتى الجدر وعند استنكاري أفادني السكرتير أن هذا الشخص هو فلان لاعب النادي المشهور. كنت متأكد أن أحد المنتظرين رجل فاضل له جهوده في مجال التربية وذو شهادة عالية ولكن هذا الرمز أزاح القدوة الحسنة عن دائرة التأثير دليلاً على أن هذه الرموز المزيفة باتت تتسنم الوجاهة وتسلبها من الشيخ الكبير والشيخ الفضيل وأستاذ الجامعة والمعلم والضابط والطبيب . فهل مكينة الإعلام الرياضي مسؤولة عن إنتاج هذه الرموز وتضخيمها والعمل على تلميعها بقصد أو دون قصد ليتبوأ هذه المكانة رغم عنه , أم هل هي تحولات اجتماعية تحت تأثير مد عالمي وموجه نركبها رغم عنا نحن وأعلامنا , ولكن بنظره للأخرين نجد أن هناك حيزاً كبيراً من الاهتمام بالمبدعين في كافة المجالات فقد قرأنا وسمعنا عن رجال أعمال ناجحين وصناع قرار موفقين ومخترعين موهوبين أوصلوا مجتمعاتهم إلى الفضاء بينما نحن هنا نفسر الماء بعد الجهد بالماء وننتظر الحلول الرسمية لمشاكل مجتمعية تاركين الحبل على الغارب لهذا الإعلام الذي نال نصيب الأسد في التأثير . وأتساءل إذا سقط هذا الرمز المزيف فمن المسؤول أمام أجيالنا , فهل أتوقع أن تتلقف هذا الجيل أيادي مزارعين الفضيلة ( عنوه ) ليكون الحصاد جيل منافق متأرجح بين هذه الرموز المزيفه وهؤلاء المزارعين رفع الله قدرهم !! في الأخير لا أنشد إلا الوسطية في السلوك والتعامل وتناول أسباب الحضارة لأنها ديننا . همسة : قم للمعلم ووفه التبجيلا كاد المعلم أن يكون رسولا ماذا بقي لنا من هذا البيت ؟؟ د/ علي ابراهيم السلامة