يعود الفضل في نجاح المتفوقين - بعد الله تعالى - إلى ثباتهم على ما يقومون به. فالثبات عنصر رئيس، وعامل أساسي من عوامل النجاح. أكثر من المواهب الطبيعية أو أي عنصر آخر. وذلك لأن الثبات يزحزح كل صعوبة، ويذلل كل عقبة تعترض طريق الشخص المجدّ. فعلى المرء أن يعرف طبيعة عمله أولًا، ثم يتخذ الثبات طريقًا ومنهجًا وسلاحًا، ويواصل الجدّ والمثابرة، وهو بذلك لا شك بالغ غايته، مدرك لما يصبو إليه. فكل صاحب فكر جديد، أو منهجية جديدة يقابل دومًا باستخفاف من حوله، أو محاولاتهم لزعزعة ثقته بنفسه، كما يقابل العديد من الصعوبات والعراقيل التي لا يذللها إلا الثبات. ولا ننكر أن هناك الكثير من الأوقات التي تمر بالمرء حاملة معها سحائب اليأس فتلبّد سماءه، وتحجب شمس الأمل عنه.. فتخور قواه، وتتلاشى آماله، رغم كل ما بذله من جهود وعناء، ولكن التسلخ بالثبات -بعد التوكل على الله- ينهضه من كل كبوة وتعيده إلى ميدان الكفاح ومتابعة الجهاد. وقراءة سير العظماء الذين أحدثوا تغييرًا في تاريخ البشرية، وأضافوا الكثير يجعلنا نقف في قصة كل إنجاز على إصرار ومثابرة وثبات كان هو السلاح الذي حارب به كل منهم يأسه وإخفاقه واستخفاف الآخرين به. فالاستخفاف اعترض طريق كريستوف كولومبس، واعترض طريق أديسون، وآينشتاين، ومكتشف الدورة الدموية (د. هارفي) وغيرهم كثيرون. لكن الثبات كان فضيلتهم العظمى التي يتسلّحوا بها.. وكان البطل الخفي وراء كل إنجاز خدم البشرية.. وكل ما أصبح ميسورًا اليوم كان مستحيلًا بالأمس. حققه الثبات.. فلا يوجد انتصار واحد تم في تاريخ البشرية لم يكن الثبات أساسه ودعامته. [email protected]