على الرغم من الجهود الكبيرة التى تقوم بها جمعية المعاقين لخدمة الاطفال المعاقين من المهد وحتى توفير الوظيفة الا ان القائمين على الجمعية يشكون دائما من عدم تسليط الضوء على تلك الجهود حتى تحظى هذه الفئة الغالية بالمزيد من الدعم . ولاتتوقف جهود الجمعية على الجانب العلاجى فقط ، وانما تمتد الى الجوانب النفسية والصحية التى تساعد المعاق على الاندماج في المجتمع . يقول طلال كماخي رئيس جمعية الاطفال المعاقين بجدة : إن الجمعية تقوم بخدمة الاطفال المعاقين من السنة الاولى من عمرهم وحتى بلوغهم الثانية عشرة منذ ثلاثين عاما تقريبا مشيرا أن مركز الملك عبدالله بن عبدالعزيز يغطي محافظة جدة والمدن والمراكز التابعة لها، ويحتوي على ثلاثة اقسام هي القسم الطبي والتعليمي وقسم الخدمات الاجتماعية، يتضمن القسم التعليمي برامج التعليم العام -بنين وبنات- اضافة الى برامج دمج المعوقين مع زملائهم الاصحاء في المدارس العامة، كما نتابع حالته ووضعه النفسي والصحي والدراسي بعد الدمج طيلة فترة الدراسة في التعليم العام. وحدد كماخي شروط الجمعية في القبول بأن يكون عمر الطفل المعاق ما بين (1- 12) سنة وان تكون الاعاقة مركبة - جسدية او فكرية وان يكون مستوى الذكاء لديه اقل من 50% مع وجود تقرير طبي يثبت حالته ومن ثم يتم قبوله على الفور من خلال لجان وفرق عمل متخصصة . وأكد كماخي على دور وسائل الاعلام في المساهمة في خدمة هذه الفئة الغالية والتي وصفها بأنها مهضومة اعلاميا وان كانت في الآونة الاخيرة بدأت تظهر هذه الخدمات على السطح ، مشيرا الى أن خدمة المعاق عمل انساني نبيل يحتسب به الاجر من الله، فضلا عن ان الجمعية مجانية غير ربحية، كما أن توجه صاحب السمو الملكي الامير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز رئيس مجلس الادارة هو خدمة المعاق في كل زمان ومكان حيث تم تنفيذ عدد من الانشطة في المراكز التجارية ابرزها برنامج «جرب الكرسي» والذي يهدف الى تجربة الاصحاء لهذا الكرسي كي يدركوا معاناة المعاقين ومقدارها. واضاف: حرصنا على دعم المركز بكوادر طبية وتعليمية ممتازة ، كما نعمل حاليا على برامج توظيف المعاق بالتعاون مع بنك ساب برامج التدخل المبكر وأوضح كماخي ان عدد الاطفال الذين تمت خدمتهم في مراكز جدة منذ عام 1999م وحتى هذا العام بلغ 1793 طفلا وطفلة وعدد الاطفال النشطين خلال هذا العام فقط 450 طفلا وطفلة، كما ان الجمعية تدار بكادر سعودي بنسبة 69% ويبلغ عدد الموظفات السعوديات بالمركز 84 موظفة سعودية. ومن جهته قال المدير الطبي د.محمد فواز الفقير: إن الجمعية تهتم بذوي الاحتياجات الخاصة وبشكل اساسي بذوي الاعاقات الحركية وهناك برامج عديدة من بينها السكن و قدوم الطفل مع والدته لمدة ستة اسابيع من الساعة السابعة صباحا وحتى الثالثة والنصف مساء، حيث يهتم المختصون به على مدار اليوم اضافة الى برامج التأهيل المكثف ويتضمن العلاج الطبيعي والعلاج الوظيفي و كيفية الاعتماد على النفس وتنمية قدراته الادراكية اضافة الى التعليم الخاص ورعايته اجتماعيا. واضاف: في هذه الفترة نعقد جلسات واجتماعات مع الاسرة للتوعية وللتدريب وتدارك اي سلبيات والبحث عن حلول لها اضافة الى تدارس المستوى الذي وصل اليه الطفل من نتائج ايجابية ومعالجة السلبيات، كما نتابع ونلاحظ خلال هذه الفترة انطباع الطفل والاسرة للتحسن.وقال: إن الجمعية لا تنقطع عن الاطفال ومتابعتهم اطلاقا حتى بلوغ 12 سنة من العمر، لأن هذا البرنامج تليه برامج أخرى حسب احتياجات كل طفل، كما انه يطبق بشكل تقني وبمناقشة علمية عن الطفل واحتياجاته وحالته ووضع أهداف محددة لتحقيقها يقوم بها فريق طبي متخصص . وذكر أن هناك برامج أخرى مثل التدخل المبكر لمتابعة الطفل منذ شهوره الاولى مع بدايات الاعاقة ليتم تداركها مبكرا وعلاجها من خلال المتابعة والعلاج والاستشارات الصحية. وفي السياق ذاته أوضح خالد الشهري رئيس قسم العلاج الوظيفي ان القسم من الاقسام النادرة في المستشفيات والمراكز حيث يهتم بحركات الطفل وتصرفاته والاشراف على مراحل نموه ويقوم بتفعيل الاجزاء المعاقة من الطفل وخاصة ممن يعانون من الشلل النصفي وذلك بوضع مواد على الجزء السليم ليتمكن ويتعود على استخدام الجزء المعاق اضافة الى التركيز على «الحس الادراكي للطفل» بمعنى ان هناك اطفالا تصعب عليهم الحركة وهم لا يعانون من اي مرض جسدي بل ان ما يعانونه غالبا حسي وليس عضليا. وذكر أن القسم يتابع كيفية تعامل الطفل اثناء دراسته مع الادوات المستخدمة كالطاولة والكرسي وكذلك الاقلام المستخدمة حيث أن بعضا منها يشكل صعوبة للمعاق .