دشن نادي القصيم الأدبي مساء أمس ملتقاه الثقافي السابع بعنوان" التحولات الثقافية في المملكة" ومنح العضوية الشرفية لعدد من رجلات الفكر والثقافة في المملكة، وذلك في فندق موفنبيك الثقصيم بمدينة بريدة. وقد بدأ حفل الافتتاح بآيات من الذكر الحكيم، ثم ألقى الدكتور محمد مريسي الحارثي كلمة المشاركين، شكر فيها منظمو الملتقى على حسن التنظيم والإستقبال، مشيداً بعنوان الملتقى الذي يمثل نقلة نوعية في موضوعات الملتقيات، ويعزز من ثقافة الحوار التي تتبناها القيادة الحكيمة، لما فيه تأسيس لمنهج قويم، يعتمد على الحوار والنقاش في تفهم المعطيات وآلية التعامل معها وفقاً للمصالح المشتركة بين الجميع. واضاف المريسي أن نادي القصيم الأدبي دائماً ما كان حاضراً ومميزاً في ملتقياته الثقافية، فعهد عنه التنوع والشمول في كافة مناهل العلم والأدب والثقافة، وتلك ميزة بز فيها النادي عن غيره، نظير التعدد والتنوع الغني والثري في مجالات الثقافة. عقب ذلك القى رئيس مجلس إدارة نادي القصيم الأدبي الدكتور حمد السويلم كلمة النادي والمنظمين، رحب فيها بجميع الحضور، متمنياً أن يحقق الملتقى رغبات الباحثين، وينحو بطريق الرصد والدراسة والبحث مجالات اوسع، وأفق أرحب، لما فيه تأصيل لمنهجية الكشف والرصد للمنابت الفكرية، واستصلاحها ضمن الموازين المعتبرة في التأليف.واشاد السويلم بضيوف الملتقى، متمنياً لهم التوفيق والسداد . وفي خطوة تقديرية منح نادي القصيم الأدبي العضوية الشرفية لعدد من رجالات الفكر والادب على مستوى المملكة، تقديراً لهم على جهودهم ومساهماتهم في دعم المشهد الثقافي، لما تمثلوه من مواقف وطنية استحضروا فيها القيمة الحقيقة للمواطن المهتم والمتابع للحراك الثقافي والأدبي. ثم القى الشاعر وعضو مجلس الإدارة أحمد اللهيب قصيدة وطنية استدعى فيها مفاخر الوطن، وابرز مناقب القادة، وما تمتعوا به من جهود بارزة سعت لتطوير الحركة الثقافية والفكرية في البلاد. وكان الملتقى قد واصل أول أمس وصباح أمس جلساته الثقافية التي تناولت الاجناس الأدبية والتحولات الثقافية، وما احدثته الرواية على النهج التحولي الذي عاشه العديد من الشخصيات المبحوثة، بالإضافة إلى الرصد والتحليل للتحولات الثقافية وأثرها على الحركة الأدبية السعودية، كما تناول المشاركون في جلسات الأمس دور الإعلام الفضائي في دفع عجلة التغيير والتحول لكثير من المفاهيم الثقافية وحتى المسلمات الفكرية التي اعتقدها الكثير، واثبتت مظاهر التقنية أنها لا تعدوا ان تكون اجتهادات قد استوطنت المسامع فقط، كما هو حال نخبوية الشعر الفصيح مثلاً، حيث أثبتت البرامج الشعرية الحديثة كبرنامج امير الشعراء ان الشعر الفصيح شعر شعبوي ومتابع من كثير من الناس. إضغط على الصورة لمشاهدة الحجم الكامل إضغط على الصورة لمشاهدة الحجم الكامل إضغط على الصورة لمشاهدة الحجم الكامل إضغط على الصورة لمشاهدة الحجم الكامل إضغط على الصورة لمشاهدة الحجم الكامل وكانت الجلسات قد بدأت بدأت أولى جلسات الملتقى لبحث التحولات الثقافية في المملكة العربية السعودية، صباح أمس، من خلال الرصد التاريخي والمعرفي للتحول الثقافي ومفاهيمه، والتتبع لمسارات ومسببات هذا التحول، عبر النقاش المباشر مع ضيوف الملتقى. استهل الجلسة الأولى الدكتور حسن الأسمري في ورقته المعنونة ب" التحولات الثقافية.. المحددات والمسارات وآفاق المستقبل" تناول فيها الأسمري المعطيات البيئية والإجتماعية التي خلقت أنماط التحول والتغيير الذي عاشته مراتب الثقافة وأصنافها، عبر تسلسل معرفي تعلق كثيراً في وسائل التقنية، وزامن الكثير من النقلات الحضارية المعرفية والصناعية. ثم شارك الدكتور محمد عبيد بورقته"التحولات الثقافية المفهوم والثر.. العولمة الثقافية أنموذجاً" عبر تعريجه على مباحث رئيسية تناولت مفهوم الثقافة بوصفها سلوك انساني به يتحرك الفرد ومن خلاله يتعايش،لأنها عادات ومفاهيم مشتركة ورابطة للمجتع، ثم تناول التحولات التي تعيشها الثقافة كونها تشهد تحولات متوازنة مع الكائن الحي المرتبط بها من خلال التطور التكنولجي، وهو التحول الذي من خلاله قامت البشرية باستثمار البيئة بطرق معقدة تعقيداً كبيراً يتزايد يوماً بعد يوم ، ولنا في ذلك مثال في تاريخ تطور التكنولوجيا. الدكتور سلطان القحطاني قرأ في ورقته المسار التاريخي للتحول الثقافي المتمثل في عدد من المراحل التاريخية، وقد بدأ بالتعليم التقليدي في الحرمين الشريفين، ودور العلم في كل من الأحساء، وجازان، والقصيم وحائل ونجد، تلاها التعليم الديني في المعاهد العلمية، والمدارس التي ظهرت بظهور مديرية المعارف في مكةالمكرمة ودور الشيخ محمد بن مانع، والشيخ محمد بن إبراهيم، والنحاس في الأحساء، والشيخ عبد الله الملا ومكتبته( التعاون الثقافي)، وكلية الشريعة في مكةالمكرمة، وتأسيس وزارة المعارف،وتأسيس ثلاث ثانويات في المملكة، وظهور أول جامعة في الجزيرة العربية، وتأسيس المكتبات العامة، وتأسيس وزارة التعليم العالي، وظهور عدد من الجامعات، فضلا عن المعاهد والكليات المتخصصة. مضيفاً أن للإعلام المقرؤ دور مهم في تحول الثقافة، حيث ورثت الصحافة السعودية الصحافة الهاشمية والتركية في مكةالمكرمةوجدة، وتأسست على أنقاضها، واهتمت بالثقافة والتعليم والقراءة وتنمية المواهب الشابة، وكانت عبقرية الملك عبد العزيز قد احتوت الرجال الذين كانوا يقومون بدورهم في الصحافة والتربية والأمن والسياسة واستقدم غيرهم معهم للنهوض بالبلاد إلى الأمام لتلحق بغيرها من البلاد العربية وتأسست إذاعة المملكة، وقامت بدورها الثقافي، من برامج موجهة وأخرى إرشادية وثالثة ركنية، وظهر التلفاز ليقوم بدوره بجانب الإذاعة والصحافة ، فتحول من الصوت إلى الصورة والصوت معا، ولعبت الصورة دورها بكل جدارة، وتحول البناء من تقليدي بيئي إلى أوروبي بظهور بعض الحارات الجديدة، وبالتالي تشتت السكان من حارات وحلل إلى مدن داخل المدينة الواحدة بفضل صندوق التنمية العقاري. واندمج أبناء المناطق الأخرى في النسيج الاجتماعي في المدن التي جذبت آباءهم للعمل فيها، فتخلى كثير منهم عن موطن آبائه، وتخلخلت البنية الثقافية بين ثقافتين فأكثر، ودخلت المأكولات والمشروبات الغربية إلى البلاد بثقافتها، وتقبلها الجيل الجديد، ومعها بعض اللباس اللائق وغير اللائق بالثقافة العربية الإسلامية مقلدا بلا وعي. وظهرت الثقافة الإقليمية والشعبية والقبلية في كثير من كتب الأنساب، والكتابات غير اللائقة على الحيطان وفي بعض القنوات والمسابقات، واتجهت القراءة إلى الأجهزة الحرة لما فيها من حرية ضد الآخر، وانتشر التجهيل من قبل بعض المتحدثين في هذه الأجهزة من تقليل من قيمة الآخر، إضافة إلى ظهور مفسري الأحلام والسحر والشعوذة، مما غير التركيبة العقلية وجرها إلى الخلف. الأستاذ سعد الرفاعي عرج على المفهوم الجذري والمصطلحي لمعنى التحول والتغير والتبدل، ممازجاً بين تلك المفردات، ليخلص إلى أن التعريفات متباينة، وخاضعة للسائد والبيئة. الجلسة الثانية للملتقى اقتحم فيها المشاركون المعاني التفصيلية للموضوع العام، حيث ناقش الدكتور عالي القرشي تحولات الكتابة الإبداعية عبر تقنية الفيس بوك وكيف استقطبت وسائل التقنية الحديثة فعاليات الإنسان ومناشطه الإبداعية ، وخدمته في التواصل ، وفي نشر أفكاره وإبداعاته وتنميتها ، ما أحدث تغيرات وتحولات في المناشط الثقافية ، إذ استقطبت هذه التقنية كثيرا من القراء والكتاب ،وأصبحت تقيم عالما يشعر من يفارقه بأنه غير حاضر في عالم متفاعل ، وكانت بما تهيؤه من مساحة للنص قادرة على احتواء النصوص الإبداعية ، والتفاعل معها ، على سعة ما يكتب صاحب النص. في حين تناول الدكتور عبد البريدي عبر ورقته"شئ من تأثير العالم الإفتراضي على التحول الثقافي السعودي" التغيير" بكونه ترس يتحرك ضمن ناموس كوني كبير، يتجسد في حركة للأشياء والتجدد الدائب في أحوالها وأوضاعها، مشيراً إلى أنه ليس مجافياً للصواب القول بأن "التحول الثقافي" ضرب من ضروب "التغيير" في السياق المجتمعي.ولهذا، فإنه يمكن الخلوص إلى أن التحول الثقافي حتمي، بقدر ما وسيرورة ما. وتعترف العلوم الاجتماعية والإنسانية بتلك الحتمية، وتتضافر العديد من حقولها المعرفية لتأييدها والبرهنة عليها، والسعي إلى توصيفها، وتفسيرها، ومحاولة التنبؤ والتحكم بها؛ وفق منهجية علمية تعالج "التحول الثقافي" بوصفه "ديناميكية" متوفرة على عوامل تتبادل التأثير فيما بينها في علاقات إطارية تشابكية معقدة مفتوحة على فضاءات متسعة، وتتوسل تلك الحقول بمنظومة مفاهيمية وحزمة من النظريات والنماذج ذات القدرة الوصفية والتفسيرية والتنبؤية. مضيفاً أن التطارح حول "التحول الثقافي" يستلزم بالضرورة استجلاب فكرة "الخصوصية الثقافية"، خاصة أن البعض في العالم العربي يتفذلك لصناعة حمولة سلبية مكثفة لتلك الفكرة،حيث يزعمون أنها معوقة لعملية التثاقف– بمفهومه العام - فيما بين المجتمعات، في حين يراها البعض سمة لازمة لا ينفك عنها أي مجتمع ، وهي في الحقيقة مسألة ثابتة في نظر العديد من حقول العلوم الاجتماعية والإنسانية ، ويؤكد باحثون سعوديون على تجذر فكرة الخصوصية في المجتمع السعودي، لا سيما في بعض السياقات الاجتماعية كالمرأة ، والخصوصية تعني "الاختلاف النسبي القائم على جملة سمات ثقافية نتجت عن تراكمات تاريخية وتفاعلات بيئية ومجتمعية بالإضافة إلى اجتهادات فكرية وإبداعية" . عبد الله الدحيلان قدم في ورقت مقاربة حول دور الشبكة العنكبونية (الإنترنت) في إتاحة الفرصة لكافة المهمشين والأقليات في السماح لهم بممارسة دورهم بعد تنميطهم اجتماعيا وإعلاميا، وذلك في فضاء رحب يقبل بالتعددية وحرية الرأي والتعبير، ويقوم على تفكيك مركزية الإرسال والاستقبال. واعتبر في ورقته فئة الشباب أحد الفئات التي طالها التهميش، والتي سعت إلى استغلال الشبكة للتعبير عن نفسها، وعن وطموحها وتطلعاتها وأفكارها الآنية والمستقبلية. بعد أن ألغى وجودها الصراع النخبوي الدائر بين كافة التيارات، التي لم ترتقي إلى مستوى طموحهم حتى الآن. وتم التساؤل بالورقة حول الخطاب الذي أفرزه هذا التجمع الشبابي الافتراضي، وماذا أنتج من أفكار ورؤية، وما هي أهم المقومات التي بناء عليه نفسه لإثبات وجوده وتدعيم طرحه، كما تم تناول الجانب النقدي المقوم لمسيرة هذا الخطاب. إضغط على الصورة لمشاهدة الحجم الكامل إضغط على الصورة لمشاهدة الحجم الكامل إضغط على الصورة لمشاهدة الحجم الكامل إضغط على الصورة لمشاهدة الحجم الكامل