عقد البيت الأبيض بناء على ما صرح به بعض المسئولين الأمريكيين سلسلة من الاجتماعات في الشهور الأخيرة لفحص التهديدات التي يقوم بها فرع للقاعدة في شمال إفريقيا والنظر في إمكانية توجيه ضربة لهذه المنظمة بصورة منفردة، وتعكس المداولات قلقًا من أن فرع القاعدة في شمال إفريقيا قد أصبح أكثر خطورة، منذ سيطرته على جيوب واسعة من الأراضي في مالي وحيازته على أسلحة من ليبيا في مرحلة ما بعد الثورة. وقال مسؤولون أمريكيون إن المناقشات ركزت على سبل مساعدة الجيوش الإقليمية الإفريقية لمواجهة فرع تنظيم القاعدة، لكنها بحثت أيضًا إمكانية التدخل الأمريكي المباشر، إذا استمرت حالة عدم التحقق من المجموعة الإرهابية. ومواجهتها ويقول مسؤول أمريكي كبير يعمل في مكافحة الإرهاب ممّن يشاركون في المناقشات إنهم في الوقت الراهن ليسوا في وضع يسمح لهم أن يفعلوا الكثير. وأضاف: نتيجة لذلك فقد بدأ المسؤولون النظر في الحالات الطارئة، بما في ذلك مسألة نشر أو عدم نشر طائرات بدون طيار فوق سماء المنطقة. ويقود هذه المناقشات جون أو برينان مستشار البيت الأبيض لمكافحة الإرهاب، وتضم الاجتماعات عادة كبار المسؤولين في "سي آي ايه"، ووزارة الخارجية والبنتاغون. من جهته قام القائد العسكري الأمريكي لمنطقة إفريقيا في الأسابيع الأخيرة بجولات عديدة في المنطقة، حيث توقف في موريتانيا والجزائر وغيرها من البلدان التي يمكن أن تصبح جزءًا من قوة حفظ السلام في مالي. ورفض مسؤولون في البيت الأبيض التعليق على هذه المعلومات. وقال الجنرال كارتر هام، قائد القيادة الأمريكية في إفريقيا، يوم الجمعة الماضية خلال زيارة للمغرب أنه ليست هناك خطط لتدخل عسكري أمريكي مباشر في مالي. لكنه وآخرين أظهروا بوضوح أن الولاياتالمتحدة مستعدة لدعم عمليات مكافحة الإرهاب أو عمليات حفظ السلام التي تقوم بها دول أخرى. وبالإضافة إلى ذلك، أطلق الجيش الأمريكي سلسلة سرية من مهمات المخابرات، بما في ذلك استخدام الطائرات المدنية لإجراء عمليات مراقبة ومراقبة الاتصالات عبر الصحراء الكبرى والمنطقة القاحلة المعروفة باسم منطقة الساحل في الجنوب. لقد نشطت الولاياتالمتحدة فى إعادة تقييم مجموعة القاعدة الإرهابية بشمال إفريقيا والتى طالما اعتبرت من جانبها واحدة من أضعف فروع تنظيم القاعدة. وكان يعتبر بالأساس يدبر عمليات اختطاف وجرائم محدودة فى الجزائر لدعم جهوده الرامية لفرض الحكم الإسلامي. لكن هذا التصور تغير في العام الماضي، إلى حد كبير بسبب قدرة المجموعة على استغلال الفوضى السياسية التي عمّت المنطقة. وأدّى انقلاب في مالي إلى تقسيم ذلك البلد غير الساحلي، وقاد الانقسام إلى تمكين فرع القاعدة وحركات تمرد أخرى من السيطرة على مدن في الجزء الشمالي من مالي، بما في ذلك قاو وتمبكتو. فيما تسببت الإطاحة بالدكتاتور معمر القذافي في ليبيا في ترحيل المرتزقة الأفارقة وأسلحتهم مرة أخرى إلى البلدان التي يوجد بها عناصر من القاعدة.