* قُبلة عريضة أطبعها على جبهة الوالد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن ناصر أمير منطقة جازان، قُبلة تليق بحبه للأرض، تليق بعشقه للبناء، تليق بحرصه على الخروج بفرسان من عزلة البحر إلى فضاء اليابس الذي هو حلم فرسان وأهلها الذين عاشوا متاعبهم مع البحر وعذاباتهم التي فرضتها عليهم الطبيعة، وحين جاء الفرج من خلال تبنّي هذا الأمير المبدع الذي منذ جاء جازان وفي ذهنه أرضها، بناؤها نموها، الذي بات حقيقة يلمسها أهل جازان كلهم، وبالأمس كنت قد كتبت عن مطار وجسر فرسان جازان، واليوم أكتب لكم وقد بدأ الحلم يُولد، حيث وصلت أول مجموعة لدراسة التربة وكيفية تنفيذ جسر فرسان جازان، ولكم أن تتصوّروا كيف وصلني من هناك الفرح والحزن معاً، حيث اجتمع بعض أعيان فرسان ليُعلنوا خوفهم من أن ينتهك الجسر خصوصية فرسان، وهو خوف محمود، حيث لفرسان خصوصيتها، لغزلانها الركض في كل الاتجاهات، لشواطئها البكر صور ولا أروع، وللطبيعة فيها لغة أسمى من أن تكتبها أبجديات اللغة، ومن حقهم أن يخافوا عليها، لكن لِمَ الخوف وإرادة الدولة قادرة على أن تحمي أرضها من كل عابث، إلاّ أن خوفهم هذا قابله غضب عارم من جيل الشباب الذي رفع صوته بقوة ضد كل أفكار الخوف، لكي لا يتسبب خوفهم هذا في تعطيل المشروع الحلم (جسر فرسان جازان)، هذا الحلم الذي أريده يولد بالسرعة القصوى ليفك أسر الأرض من سوار الماء وتعب الماء الذي يفرض عليك أن تمضي بإرادته، وأي خصوصية تقف عائقاً أمام إرادة دولة ترى في ربط الوطن حياة وفي راحة المواطنين سعادة، ولكلا الفريقين أقول: شكراً.. وأعدكم بأن أكون معكم ولا أحد يستطيع أن يهدم خصوصية فرسان أبدا..!!! * وللفريق المعارض لفكرة بناء الجسر بين فرسان وجازان أقول لهم: أنا سمعت قبل أن يأتي الجسر بأن هناك أناسًا دمّروا بيئة فرسان، هذا وهي (محمية)!!، أين هي حماية الحياة الفطرية وما هو دورها في الحفاظ على الثروة الحيوانية لدرجة أن غزلانها توشك أن تنقرض، أين هو دور المواطن وألف أين بعد وقبل تسأل عن عين المواطن!! الذي يفترض أن يكون هو عين الوطن التي تكشف كل أنواع اللعب وتفضح كل أساليب الخطأ، وكل هذا يا سادتي وقع قبل تنفيذ الجسر، فلِمَ الخوف إذن؟؟!! والكل يعلم أن إرادة الدولة تريد أن تنقل فرسان لمكان آخر وهي قادرة على أن تحفظ لفرسان خصوصيتها تحت أي ظرف وفي أي زمان ولله الحمد والمنّة..!!! * (خاتمة الهمزة).. رحم الله فقيد الوطن الأمير نايف بن عبدالعزيز الرجل الذي وقف على فرسان ذات زمن، يوم كانت أرضًا نائية، الأمير الذي أبكته قصيدة الشاعر الكبير إبراهيم مفتاح الذي رسم مأساة فرسان بواقعية، منها (والعفو يا سيدي ميناؤنا انهدمت... وكيف نغدو إذا ما انهارت المينا).. أجزم أن كلنا يحفظ قصيدته تلك التي كانت كلها مملوءة ب حبذا وحبذا، وهنا أقول للشاعر الكبير وهو خطاب تلميذ لأستاذ: حبذا لو تخلّيت يا سيدي عن خوفك لتخرج فرسان من قيد الماء للفضاء، للبر، لليابسة، للفرح الكبير.. وهي خاتمتي ودمتم. [email protected] [email protected]