ذكرت أجهزة الاستخبارات الأمريكية :إ»ن الهجوم الدموي الذي تعرضت له القنصلية الامريكية في بنغازي كان مخططا له وأن منفذيه على صلة بتنظيم القاعدة»، الا انها اكدت إنه «لا تزال هناك العديد من الاسئلة دون اجوبة». وقال شون تيرنر المتحدث باسم ادارة الاستخبارات الوطنية في بيان امس الأول «لا يزال من غير الواضح ما اذا كانت اية جماعة أو شخص تولى القيادة الكلية والسيطرة على الهجوم واذا ما كان قادة مجموعة متطرفة وجهوا اعضاءها للمشاركة في الهجوم». واضاف: «تقديراتنا تشير الى أن بعض المشاركين في الهجوم مرتبطين بجماعات مرتبطة مع القاعدة او متعاطفين مع القاعدة». وقال تيرنر: «مع حصولنا على مزيد من المعلومات عن الهجوم، قمنا بمراجعة تقييمنا الأولي لكي يعكس معلومات جديدة تشير الى ان الهجوم كان هجوما متعمدا ومنظما وارهابيا نفذه متطرفون». وطبقا لتقارير الاعلام الاميركي فان المسلحين الذين نفذوا الهجوم ينتمون الى كتيبة «انصار الشريعة»، التي يعتقد ان عناصرها على اتصال بتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي المتفرع من القاعدة. وكانت وزارة الخارجية ذكرت في البداية: «إن الهجوم انبثق عن احتجاج عفوي على «الفيلم مسيء « وفى سياق متصل انتقد الجمهوريون الادارة الامريكية لانها غيرت مرارا رواية الهجوم على القنصلية الامريكية في بنغازي في 11 ايلول/سبتمبر، قبل ان تقر بانها «عمل ارهابي» قد يكون تنظيم القاعدة وراءه. وقبل اربعين يوما من الانتخابات الرئاسية اثارت «قضية بنغازي» ضجة على الساحة الامريكية فاتهم معسكر المرشح الجمهوري ميت رومني الرئيس باراك اوباما «بمحاولة خداع الامريكيين « بالتستر على هفوات امنية واستخباراتية ارتكبت في بنغازي، وبعد ساعات من الهجوم الذي اودى بحياة السفير كريستوفر ستيفنز وثلاثة عناصر امركيين دانت وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون «اعتداء» ارتكبته «مجموعة صغيرة همجية» بينما تحدث دبلوماسيون في الوزارة عن «هجوم معقد شنه متطرفون ليبيون». من جانبها اتهمت ليبيا «اجانب» من انصار تنظيم القاعدة مختلطين بعناصر موالية لنظام العقيد القذافي السابق. لكن سرعان ما عدلت واشنطن روايتها الرسمية. ونسبت الهجوم الى «حشود غاضبة» كانت تتظاهر امام القنصلية احتجاجا على الفيلم المسيء للاسلام بعنوان «براءة المسلمين». واكدت سفيرة الولاياتالمتحدة في الاممالمتحدة سوزان رايس في 16 ايلول/سبتمبر امام كل قنوات التلفزيون أن الهجوم بأسلحة حربية لم يكن «لا منسقا» و»لا متعمدا» بل كان نتيجة تجمع «تلقائي اصبح عنيفا جدا» امام بعثة القنصلية. واكد البيت الابيض حينها أن «ليس لديه اي معلومة توحي بان الهجوم كان مدبرا». ورفضت وزارة الخارجية حينها التحدث عن «عمل إرهابي» مؤكدة انها تنتظر «تحقيقا كاملا» تقوم به الشرطة الفدرالية (اف.بي.اي). لكن في 19 ايلول/سبتمبر اقر مدير دائرة مكافحة الإرهاب ماثيو اولسن امام مجلس الشيوخ بان اربعة من مواطنيه «قتلوا في هجوم ارهابي» غير انه اوضح ان مرتكبي الهجوم استغلوا تنظيم التظاهرة الغاضبة لينفذوه. وتحدث ايضا، لكن بحذر، عن احتمال «ارتباط اشخاص متورطين في الهجوم بتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي» حتى ان قناة فوكس نيوز افادت ان احد المعتقلين السابقين في غوانتانامو المدعي سفيان بن قمو -الذي سلم الى ليبيا سنة 2007 وافرج عنه لاحقا- شارك في الهجوم. واقر كل من البيت الابيض وكلينتون الاسبوع الماضي لاول مرة بالطابع «الارهابي» للهجوم مع تساؤل حول مدى كونه مدبرا. وكرر الناطق باسم البيت الابيض الاربعاء الماضى ان «الرئيس (اوباما) يعتقد انه هجوم ارهابي». وفي نفس الوقت بدت هيلاري كلينتون وكانها تذهب الى ابعد من ذلك عندما أقامت، في عبارة معقدة، علاقة بين القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي واعتداء ليبيا، في حين قللت وزارة الخارجية لاحقا من أهمية تلك التصريحات. من جانبه أقر وزير الدفاع ليون بانيتا الخميس الماضى بدوره ان الاعتداء كان «هجوما ارهابيا مدبرا»، لكن دون اتهام تنظيم القاعدة. واغتنم الجمهوريون الفرصة للتهجم على تفسيرات الحكومة الديمقراطية المتعاقبة والمتباينة. وصرح مستشار ميت رومني اريك فرهنرستروم لقناة فوكس نيوز «قالوا لنا أولا انها تظاهرة تلقائية احتجاجًا على شريط فيديو ونتبلغ الآن انه هجوم ارهابي مدبر ارتكب في ذكرى 11 ايلول/سبتمبر، تورط فيه عناصر من القاعدة»، وحمل الرئيس «اوباما مسؤولية كل محاولات حكومته مخادعة الاميركيين حول ما جرى في بنغازي».كذلك هاجم السناتور جون ماكين مرشح الجمهوريين ضد اوباما في 2008 «الرئيس الذي يزعم انه دمر القاعدة» لكن «فشله في الشرق الاوسط يشكل خطرا على امن اميركا». ورد البيت الابيض بالقول ان الجمهوريين يزجون بفاجعة بنغازي في المنافسة الحزبية على خلفية الانتخابات.