كشف د. حبيب زين العابدين وكيل وزارة الشؤون البلدية والقروية ورئيس الإدارة المركزية للمشروعات التطويرية عن 4 أسباب رئيسية تقف وراء تعثر المشروعات التنموية والخدمية، يأتي في صدارتها نظام طرح وترسية المناقصات وتقاعس المقاولين، وتأخر صرف المستحقات المالية، وعدم تطبيق معايير الجودة وتفعيل الاشراف الحكومي. ودعا إلى إعادة النظر في نظام المناقصات وشروط عقد الأشغال العامة في ضوء التجارب المحلية والدولية التي تساعد على إنجاز المشروعات وتوفر لها المرونة الكافية بما يضمن الجودة العالية والإنجاز السريع وتوفير الخدمة المطلوبة، وكذلك تقنين الإشراف والمتابعة ووضع المنهجيات ومنح الصلاحيات اللازمة، وتدريب المهندسين على الإشراف المهني وكيفية إنجاز المشروعات في وقتها بالتعاون مع معهد الإدارة أو هيئة المهندسين أو مركز التدريب الهندسي بوزارة الشؤون البلدية والقروية بحيث يشارك في التدريب مهندسون من أصحاب الخبرة في تنفيذ المشروعات في وقتها المحدد. ودعا إلى إدخال طرق الإشراف الفعالة ضمن المواد التي يدرسها الطالب في كلية الهندسة وعقد الدورات التدريبية عن مهارات التفاوض وإيجاد حوافز لمن ينجز المشروعات في أوقاتها ومحاسبة المقصرين، وشدد على ضرورة اهتمام الإدارة العليا بمتابعة تنفيذ المشروعات بالاجتماعات والزيارات والعمل على حل مشكلاتها والاستفادة من التجارب الناجحة وتقنينها. وأرجع د. زين العابدين في دراسته التى اجراها بعنوان «تعثر المشروعات الأسباب والحلول» تأخر انجاز المشروعات إلى عدة أسباب أبرزها نظام طرح المناقصات وترسيتها، بالإضافة إلى ضعف دور الاستشاريين والمشرفين من الجهة المالكة وكذلك التقاعس في صرف المستخلصات ودعم المقاولين على كل الأصعدة وعدم أخذهم بالوسائل والأساليب والطرق التي تساعد على إنجاز المشروعات بالجودة العالية وفي الوقت المحدد. وشدد على اهمية تقنين الإشراف على المشروعات لعلاج أسباب التأخير والقصور قبل تفاقهما مع أهمية توفر النظام المرن الذي يستفيد من الخبرة العالمية والمحلية ويرتبط بالجهاز الكفء في مستويات الإدارة المختلفة. واشار إلى دور الإدارة الأمينة المهنية الواعدة المخلصة في إنجاز مشروعات مهمة ضخمة التعقيدات متعددة في وقتها المحدد لها مسبقا وبجودة عالية دون زيادة في أسعارها وكمياتها، بل ربما تحقق توفير جزء من تكاليفها المعتمدة. واشار إلى أن دراسته تمثل خلاصة تجربة استمرت لأكثر من خمسة عشر عاما، تم خلالها انجاز مشروعات ذات صبغة مهمة وعاجلة في وقتها المحدد دون أي تأخير أو مشكلات وتشغيلها دون أن يتم تطبيق فيها غرامات تأخير، وشهد القاصي والداني بما أثمرت عنه من حلول جذرية لمشكلات تخص السلامة والحشود والبيئة والنقل. وبينت الدراسة أن المشروعات مهما كبرت وتعقدت وزادت أهميتها من الممكن إنجازها على أفضل وجه وفي وقتها المحدد إذا تم توفير الميزانيات اللازمة لها مع المرونة الكافية في الأنظمة وجلب الدعم اللازم لتنفيذها على كل المستويات والأصعدة، ووضع الإدارة العليا والوسطى في خدمتها ومتابعتها والإشراف عليها وإدارة أزماتها. والنتيجة المصاحبة لذلك مقاولون ومهندسون ومشرفون أكفاء مع الحفاظ على الأرواح والأنفس وتخفيف العناء وتسهيل الخدمات وتأمين السلامة معتبرا ذلك كله قيم اقتصادية وأمنية واجتماعية وبيئية وصور حضارية مشرقة ومشرفة.