كثيرًا ما نسمع عبارة (عيال الحلال) في نهاية كل قصة تكون بطولتها المطلقة للسيارة، بأعطالها ومشكلاتها، فهذه عائلة تعطّلت بهم سيارتهم، وهم في أحد الطرق السريعة، وتَجَاهَلَهم الجميع بمن فيهم رجل من رجالات أمن الطرق، الذي اكتفى بعبارة (دبّروا أنفسكم)، ليعيشوا في ترقب، قبل أن يأتيهم بعد طول انتظار وعناء سفر (ولد الحلال)، فيُساعدهم ويقف معهم، بكل رجولة وشهامة، وفي حادثة أخرى، شاب نفد منه وقود مركبته، وانتظر، ثم انتظر، حتى أتى كالمعتاد (ولد الحلال) الذي استقلّه ونقله إلى أقرب محطة للوقود. كثيرة هي قصصك وبطولاتك أنت يا ولد الحلال! مما يجعلني أتساءل: أين هو رجل المرور أو رجل أمن الطرق مما يحدث؟! أم أن دور بعضهم قد اقتصر على رصد المخالفات ومعاينة الحوادث؟! وكأن هذه الأمور ليست من اختصاصهم، فبعضهم إن تجاوب معك قاموا بإعطائك رقم سائق (سطحة)، يتميّز باستغلاليته المفرطة وأسعاره المبالغ فيها، لتقوم بالتفاوض معه، والرضوخ مجبورًا لكل مطالبه، وإلا تبدأ بالاتصال بالأقارب والأصدقاء، طالبًا منهم قطع الكيلوات سفرًا لإنقاذك مما أنت فيه، عملا منك بما أشار عليك به رجل أمن الطرق المذكور حين قال (دبّر نفسك!). إن تفعيل الدور الكامل لجهازي أمن الطرق والمرور، والاهتمام بخدمة كل مواطن ومقيم، هي ضرورة ملحة، نأمل تفعيلها والعمل على تطويرها، من خلال توفير الخدمات، وعمل الدورات التطويرية، مما لذلك من مردود إيجابي يكمن في تعزيز مكانة رجل الأمن لدى أفراد المجتمع، ويطور العلاقة بينهما، ويوصلها إلى الطريق الصحيح المبني على الحب والتقدير، لتزول حينها جميع الصور الخاطئة، وينعم المواطن بالراحة والطمأنينة. تويتر: aalquaid@ [email protected] [email protected]