كنا ننتظر ونمني النفس، قبل فتح المجال أمام رخص البث الإذاعي، أن تأتينا إذاعات ترضي طموح المتلقي وتثريه بالمعرفة والفائدة، لكن الواقع وبعد مرور سنتين، أن بعض ما جاء هي إذاعات لا تختلف عن سابقاتها إلا بالاسم وتردد الموجة، فبعض هذه الإذاعات عبارة عن: 70% أغاني و20% برامج غير هادفة، و10% فائدة. بمجرد التنقل بين بعض إذاعات ال(إف إم)، تجد أغنية خلف أغنية، وإن صادفك نقاش تجدهم يتناقشون (مثلًا) عن ما هي (عيارتك) يوم كنت صغيرًا، وعلى الجانب الآخر من الأثير المثير، مذيع (فلتة) يتساءل بكل استنكار وتعجّب، معقولة ما تعرفين أغنية المطرب (فلان)؟!، لتشعر هذه المتصلة بخيبة أمل عارمة نظير ما يفقده عقلها من عدم إلمام بما هو جديد وغير مفيد، هذا عدا مسابقات اليانصيب (المتعددة الأشكال والألوان) في بعض تلك الإذاعات، وبرامج التصويت الغنائي المنتشرة، لتربح الإذاعة، ويتصدر المطرب، وتستنزف أموال السذج والمراهقين. الكثير منا يقضي جزءا كبيرا من وقته في السيارة، بين بعض الإذاعات التي تبث التفاهات وتنشر السخف (للأسف الشديد)، فالمستمع موعود بكم هائل من الأغاني وكأنه خُلق ليسمعها. قد يقول البعض: إن الأغاني تجعل الوقت أسرع، وبالتالي نستمتع ونحن في السيارة، سأقول له: إن المستمع يستحق أن يخرج بفائدة من هذا الوقت الضائع من حياته، فالبرامج الهادفة تجمع بين المتعة والفائدة. وأنا هنا أناشد مُلَّاك بعض هذه الإذاعات التي تُصنَّف على أنها ربحية، وأقول بكل حب وصدق، وخوف على جيل المستقبل: ارتقوا بإذاعاتكم، لنرتقي بمجتمعاتنا، وانتدبوا لنا كوادر ذات قيمة علمية، نسعد بهم ويسعدون بنا. تويتر: aalquaid@ [email protected]