في ذكرى رحيله الثانية عشر، ما زال مؤسّس الأغنية السعودية الراحل الكبير طلال مداح يرحمه الله يتربّع بكل جدارة على عرش الساحة الفنية المحلية، باسمه، وبفنه، وأخلاقه، وبكل المعاني الإنسانية الفاضلة. ولا يمر يوم إلا ونتذكر هذا الفنان الإنسان الكريم، ونتذكر ما قدمه للإبداع من عطاءات لا يمكن لغيره أن يقدمها لو عاش الزمان كله، لأن طلال «أصيل» بطبعه في إنسانيته وفنه. وفي مقالته الرائعة اليوم بجانب هذه الزاوية، يكتب الأديب المثقف الجميل الدكتور عبدالله باقازي عن ناحية فنية لم يتطرّق لها الكثير من النقاد، وهي الناحية الموسيقية عند طلال مداح، فلقد كان مبدعًا موسيقيًا على الطبيعة، ويكفي أن أول أغنية قدمها الراحل طلال مداح كانت وهو في سن 17 أو 18 عامًا وقدم الرائعة الخالدة «وردك يا زارع الورد» من ألحانه وهو في تلك السن المبكرة وهذا يدل على نبوغ وعبقرية مبكرة لدى هذا الفنان اللا مثيل له، وبحسب ما قاله أساتذة جامعة السوربون الفرنسية الشهيرة عندما منحوا شهادة الدكتوراة لموسيقارنا الدكتور عدنان خوج بأن لحن وموسيقى أغنية «وردك يا زارع الورد» وظهورها في ذلك الزمان قبل أكثر من 55 عامًا يؤكد أن طلال مداح هو الذي وضع الأسلوب الذي تسير عليه حاليًا موسيقى وألحان الأغاني السعودية التي نسمعها اليوم، فطلال بذلك هو مؤسّس الأغنية السعودية. شكرًا للرائع الدكتور عبدالله باقازي على ما يقدمه في مقالته اليوم من معلومات قيّمة وبخاصة عن أغنية «زل الطرب» التي أكدت عبقرية طلال مداح. فمرة أخرى شكرًا للمبدع الدكتور عبدالله باقازي، وشكرًا أيضًا لابن المدينةالمنورة العزيز الوفي دخيل سليمان النزاوي والذي دائمًا وأبدًا يواصل وفاءه الجميل مع الأستاذ طلال مداح وهذا ليس بالغريب على إنسان جميل -أدبًا وخلقًا- مثل الأخ العزيز دخيل النزاوي. * * * مع نهاية فعاليات سوق عكاظ، جاءت معظم المطالبات تنادي بعدم التكرار، سواء من حيث توجيه الدعوات لأسماء معينة، وأيضًا من خلال البرامج الثقافية وضيوفها من أدباء وشعراء وإعلاميين وكتّاب. وفي الحقيقة هذه ملاحظة مهمة، فلماذا التكرار، ولماذا الاعتماد على أسماء تتكرّر ولا تضيف الجديد؟ ثم هل من المعقول أن يعتذر كاتب أوبريت حفل الافتتاح قبل الحفل بأيام قليلة، ليتم الاستعانة بالأسماء الجاهزة والمكرّرة؟!.. ولماذا هذه الأسماء بالذات؟!.. ولكي لا يتكرّر هذا الأمر مستقبلا أقترح أن يتم إضافة مسابقة لمسابقات السوق الأخرى، مهمتها اكتشاف أسماء جديدة وشابة في التأليف المسرحي، وبحيث يكون الأوبريت في كل عام من نصيب اسم شاب جديد مع استضافته، وبهذا نكتشف ونقدم مواهب شابة، وفي نفس الوقت نرتاح من الأسماء الجاهزة المكرّرة التي ليس لديها جديد تضيفه. إحساس ياعلّ قلبٍ ما شكا الحب والتاع تنهار من فوقه محاني ضلوعه ياما نهيت القلب لا شك ما طاع ما طاع يدله والليالي تلوعه