أكد وزير الزراعة الدكتور فهد بالغنيم أن مرصد السلع الغذائية الأساسية الذي اطلقته غرفة الرياض بالتعاون مع كرسي الملك عبدالله بن عبدالعزيز للأمن الغذائي بجامعة الملك سعود يعد خطوة مهمة تصب في مصلحة الجهود التي تبذلها وزارة الزراعة لتوفير احتياجات المواطنين من السلع الغذائية، منوها بالدور الذي سيطلع به المرصد في توفير المعلومات الضرورية والبيانات المتعلقة بكميات وأسعار السلع الغذائية الاستراتيجية وتأثيرها على منظومة الأمن الغذائي ومساعدة كل الجهات ذات العلاقة على اتخاذ القرارات والتدابير السليمة، إضافة إلى دعم جهود تحقيق التنمية الزراعية. وقال عقب تدشينه مرصد السلع الغذائية الأساسية في الحفل الذي أقيم امس بغرفة الرياض إن المرصد سيسهم في دعم خطط وجهود وزارة الزراعة من خلال توفير المعلومات الضرورية لبعض السلع الغذائية المهمة والمتابعة الدقيقة لها بما يضمن توفيرها للمواطنين. كما اشار الدكتور بدران بن عبدالرحمن العمر مدير جامعة الملك سعود إلى أن إنشاء المرصد يشكل ثمرة تعاون كبير بين جامعة الملك سعود ممثلة في كرسي الملك عبدالله بن عبدالعزيز للأمن الغذائي وغرفة الرياض، وقال إن فكرة المرصد تبرز أهميتها من خلال الجهود التي تقوم بها الدولة لتعزيز الأمن الغذائي للمواطنين حيث يتطلب ذلك تأسيس نظام إدارة معلومات وتبادل معرفة قادر على ضمان استدامة الجهود الوطنية لتحقيق الأمن الغذائي وجمع المعلومات وإتاحة الوصول إليها بسهولة، مشيرا إلى أن تحقيق هذا الهدف يمكن تحقيقه من خلال هذا المرصد حيث إنه يتضمن آليات تهدف لتعزيز وتنسيق المبادرات الوطنية التي تؤدي إلى تحسين أداء صانعي القرار والمزارعين وقطاع الأعمال الزراعي بهدف زيادة الإنتاج وتحسين حالة الأمن الغذائي في المملكة، موضحا أن أسعار السلع الغذائية وعملية التبادل التجاري يستدعيان التنبؤ بالأسعار ومعرفة جميع البيانات والمعلومات المؤثرة عليها. وقال إن رسالة هذا المرصد تتمثل في تقديم الإحصائيات والمعلومات عن الأنشطة الزراعية للسلع الاستراتيجية محليا وعالميا والتي تخدم متخذي القرار في بيئة محفزة للإبداع والتحليل والتخطيط والاستشراف المستقبلي ودعم سياسات الدولة في هذا الجانب. وعلق عبدالرحمن الجريسي رئيس مجلس إدارة غرفة الرياض فى الحفل قائلا «إن تأسيس هذا المرصد يعكس استشعار غرفة الرياض بأهمية تعزيز دور القطاع الخاص في دعم جهود الدولة لتحقيق الأمن الغذائي، وتوفير السلع الغذائية والزراعية الاستراتيجية في الأسواق المحلية، وتلافي آثار الأزمات الطارئة والتذبذبات التي يُخشى أن تجابه الإنتاج الغذائي العالمي». وأضاف إن غرفة الرياض تتطلع إلى أن ينجح المرصد في خدمة هذه الاستراتيجية، من خلال بناء القدرة على إدارة البيانات والمعلومات المتعلقة بمدى توفر كميات وأسعار السلع الغذائية الاستراتيجية والأساسية بالأسواق المحلية وعلاقتها بمنظومة الأمن الغذائي بالمملكة، ومساعدة متخذي القرار وكبار المسؤولين والباحثين، إضافة للجهات ذات العلاقة على الحصول على هذه المعلومات، للإسهام في اتخاذ القرار السليم في الوقت الصحيح، وليتحقق التكامل بين الأجهزة الحكومية والقطاع الخاص ومن ثم تحقيق رؤية وتوجيهات قائد المسيرة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمين حفظهما الله. ومن جانبه قال سعد الخريف عضو مجلس غرفة الرياض رئيس لجنة الأمن الغذائي إن مرصد السلع الأساسية يمثل ثمرة تعاون بين كرسي الملك عبدالله بن عبدالعزيز للأمن الغذائي وغرفة الرياض ممثلة في لجنة الأمن الغذائي وهو يهدف إلى رصد التغيرات في أسعار السلع الغذائية الأساسية خلال العشر السنوات القادمة وتوفير المعلومات الضرورية حولها للجهات ذات العلاقة مما يمكنهم من اتخاذ القرارات السليمة، إضافة أن اللجنة وصولا لهذا العمل كانت قد قامت بعقد ورشتي عمل تم فيها بحث العديد من الجوانب المتعلقة بالأمن الغذائي في المملكة، كما قامت بإعداد دراسات عن اللحوم الحمراء مشيرا إلى أن انطلاق المرصد يعكس التعاون المثمر والبناء بين القطاعين الخاص والعام لخدمة خطط الدولة وبرامجها في مجال تحقيق الأمن الغذائي، معربا عن أمله في أن يشكل المرصد بيئة معلوماتية تعكس الواقع الحقيقي لأسعار السلع ومساعدة صناع القرار على اتخاذ القرارات السليمة. وقدم الدكتور خالد الرويس مشرف كرسي الملك عبدالله بن عبدالعزيز للأمن الغذائي شرحا للمرصد خلال الحفل تحدث فيه عن التغيرات التي حدثت في أسعار الغذاء عالميا وانعكاسات ذلك على الوضع الغذائي بالمملكة، كما تطرق إلى أهداف المرصد وقال إنها تتمثل في تعزيز وتحسين إدارة وتوزيع وتبادل المعلومات والبيانات المتعلقة بكميات وأسعار السلع الغذائية الأساسية وتأثيرها على منظومة الأمن الغذائي ومساعدة متخذى القرار، كما تناول العوامل المؤثرة على الأمن الغذائي في المملكة والتي حددها في الاعتماد الكبير على الواردات وعدم قدرة الزراعة المحلية على تحقيق الاكتفاء الذاتي وارتفاع مستويات دخل الفرد والزيادة في الطلب بسبب النمو في عدد السكان، وقال إن النمو السكاني وزيادة الاستهلاك في المملكة تعتبر عوامل مساعدة لزيادة ارتفاع الطلب على السلع الغذائية الأساسية مستقبلا متوقعا أن يصل عدد سكان المملكة في 2030 إلى 37 مليون نسمة، كما تناول التدابير والإجراءات التي اتخذتها الدولة للتعامل مع أزمة الغذاء. وقال إن المرصد يستهدف عددا من السلع الزراعية الاستراتيجية هي القمح، الشعير، الأرز، المحاصيل الزيتية (الذرة، فول الصويا) السكر المكرر، والمنتجات الحيوانية (اللحوم البيضاء «الدواجن، الأسماك» واللحوم الحمراء والحليب) مشيرا إلى أن المملكة ليست مكتفية ذاتيا في معظم السلع الغذائية الاستراتيجية، موضحا أن حجم استهلاك الشعير في المملكة في 2010 بلغ 7394 ألف طن والسكر 798 ألف طن، والأرز 1043 ألف طن واللحوم الحمراء 127 ألف طن بينما بلغ الإنتاج 24 ألف طن ونسبة الاكتفاء الذاتي 18%، والذرة 1700 طن والإنتاج 79 ألف طن ونسبة الاكتفاء الذاتي 5% والدواجن 1160 طنا والإنتاج 425 ألف طن ونسبة الاكتفاء الذاتي 37%.