ضج العالم الإسلامي من مختلف القارات والدول لما قامت به شرذمة مجرمة لا تُمثِّل إلاّ هواها والشيطان؛ حين تجرّأت على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وبثّت مقطعاً من فيلم مُسيء له ولرسالته الخالدة، محاولة بذلك المساس بخاتم الأنبياء والمرسلين وقائد الغرّ المحجلين، نبي الرحمة والهداية للبشرية جمعاء. وكان من حق المسلمين في كل مكان أن يستهجنوا إنتاج ذلك الفيلم القذر، وأن يعاتبوا الحكومة الأمريكية التي تساهلت في إنتاجه والسماح بعرض لقطات منه متجاهلة مشاعر ملايين المسلمين في العالم. وفي المقابل كان يجب على المسلمين التحلِّي بأخلاق رسولهم في الصبر والاحتساب ورد الإساءة بالتنوير والتبصير وليس بقتل الأبرياء ومهاجمة السفراء المستأمنين في ديار العرب والمسلمين؛ إننا بذلك نعطي الفرصة للمتطرفين في أمريكا وغيرها للنيل من قداسة الإسلام، وتشويه مضمون رسالته التي جاءت بالحق والعدل والمساواة! ومع كثير من الأسف والأسى فإن عبارات الشتم والقذف التي طالت الغربيين وتحديداً الشعب الأمريكي من خلال وسائل التواصل الاجتماعي والإنترنت لا تُعبِّر عن عظمة الدين الإسلامي وروعته ونقائه؛ بل إننا بذلك نبدو أكثر تطرفاً وصل إلى حد اقتحام السفارات الأجنبية وحرق محتوياتها، بل وسلبها ونهبها كما حدث في ليبيا الشقيقة! إن تلك الممارسات والصراخ والعويل لا يُقدِّم الإسلام الحقيقي في وجهه العالمي الحسن، ولا نستطيع نصرة نبينا من خلال بضع كلمات نشتم فيها الآخر في فيس بوك وغيره، إن التصرفات الغوغائية تعكس أخلاقاً ليست أخلاق الرسول الكريم، وتعطي لمن أراد اعتناق الإسلام صورة مغايرة عن دين الرحمة والتسامح. ليتنا ننصر الرسول بالعمل والإبداع والإنتاج، وليس بالقول المسيء للديانات الأخرى، أو من يختلف معنا في معتنق أو مذهب! إن الأمة الإسلامية بحاجة فعلية إلى قوة في ثقافتها وعلمها وإنتاجها، إن أرادت حقاً أن ترد على الصغار وأعداء الإسلام في كل مكان!. [email protected]