ا ف ب - كابول قُتل 12 شخصًا على الأقل بينهم تسعة أجانب أمس في كابول في عملية انتحارية بسيارة مفخخة تبناها حزب أفغاني متمرد انتقامًا للفيلم المسيء للإسلام، الذي أثار بثه موجة تظاهرات عنيفة في العالم الإسلامي. ووقع الاعتداء صباح أمس على طريق يؤدّي إلى مطار كابول، ونفذته امرأة انتحارية بحسب ما أفاد الحزب الإسلامي الذي تبنى العملية. وأعلنت الشرطة في بيان لها «أن انتحاريًّا فجّر سيارته على طريق المطار في المنطقة 15، وقتل تسعة موظفين أجانب وثلاثة أفغان كما أصيب شرطيان بجروح». وقال مصدر أمني أفغاني إن «الأجانب موظفون في شركة خاصة تعمل في المطار» بدون أن يحدد جنسية الأجانب التسعة. وأفادت مصادر أمنية غربية عن مقتل 9 أجانب وأفغاني، أو أفغانيين. ووقع الاعتداء على طريق يؤدّي إلى المطار على مقربة من قصور الأعراس التي يقصدها الأفغان لإحياء حفلات الزفاف. وأعلن الحزب الإسلامي أنه نفّذ الاعتداء ردًّا على الفيلم المسيء للإسلام، وللنبي محمد صلى الله عليه وسلم. وقال زبير الصديقي المتحدث باسم المجموعة إن «الاعتداء نفذته امرأة تُدعى فاطمة. إنه ردٌّ على إهانة نبينا». ويعتبر الحزب الإسلامي ثاني أكبر مجموعة متمردة بعد حركة طالبان، وهو بزعامة رئيس الوزراء الأسبق قلب الدين حكمتيار. وخلال احتلال القوات السوفيتية أفغانستان من 1979 إلى 1989، كان حكمتيار واحدًا من أبرز قادة الحرب الذين قاتلوا الجيش الأحمر، والمستفيد الأول من المساعدة المالية، ومن الأسلحة التي قدمتها وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية (سي.آي. ايه) في تلك الفترة. والحزب الإسلامي الذي ينشط خصوصًا في شرق أفغانستان، وفي محيط كابول، أبدى في الماضي انفتاحًا أكبر من حركة طالبان على إجراء مفاوضات سلام وهو يقيم صلات ملتبسة مع حركة طالبان، فيتحالف معها في بعض الولايات، ويحاربها في ولايات أخرى، فيما يواصل التصدي للقوات الدولية. وصنفت واشنطن حكمتيار في 2003 على أنه «إرهابي» وتلاحقه لمشاركته في نشاطات تنظيم القاعدة، وحركة طالبان، ودعمه إيّاها، كما تقول وزارة الخارجية الأمريكية.