عبّر عدد من المثقفين والأدباء والأكاديميين عن إشادتهم بندوة «ماذا يريد منا الشباب وماذا نريد من الشباب» والتي جمعت ظهر أمس الأول عددًا من أصحاب السمو الملكي الأمراء والوزاراء مع عدد من الشباب، بهدف تشجيع التواصل بين الشباب وصناع وأصحاب القرار لترسيخ ثقافة الحوار، واستثمار سوق عكاظ ليكون إحدى قنوات التواصل الإيجابي لتبادل الأفكار معهم وعرض تجاربهم الثقافية والعملية والعلمية. بداية يقول الدكتور حسن بن حجاب الحازمي وكيل جامعة جازان: الندوة الحوارية التي عقدت بين المسئولين والشباب من جميع مناطق المملكة، جاءت في مكان وزمان مناسبين، فالمكان هو الطائف وسوق عكاظ مكان عرفته العرب بالتشاور والاستماع وطرح وجهات النظر في مختلف القضايا الثقافية والأدبية والفكرية والاجتماعية وحتى الدينية، وأما الزمان فهو في زمن التطور المعرفي والتقدم العلمي والنهضة الفكرية الهائلة التي يشهدها العالم اليوم. ولذلك فإن إقامة مثل هذه الندوة يعد وعيًا من قبل المسؤولين عن السوق وما يحملونه من تطلع تجاه أبنائهم الشباب، ولذا نأمل أن يستمر انعقاد مثل هذه الندوات التي يشارك فيها الشباب ونتيح لهم الفرصة فحتمًا لديهم الكثير مما لا نعرفه. فيما وصف الدكتور زيد الفضيل الندوة بالفكرة الجديدة، ماضيًا إلى القول: تكمن أهمية هذا الحوار أنه يجيء في وقت بات وطننا في أمس الحاجة لفتح حوار مفتوح وشفاف مع مختلف أبنائه ذكورا وإناثا، لاسيما مع تنامي حالة التواصل الاجتماعي المفتوح بين جموع الشباب مع نظرائهم في أرجاء وطننا العربي الكبير، عبر شبكات التواصل الحديثة كالفيس بوك والتويتر، وعبر العديد من القنوات الفضائية العالمية، من هنا تكمن أهمية اللقاء المفتوح الذي اختزل عنوانه الموسوم: بماذا يريد الشباب منا؟ وماذا نريد منهم؟ الكثير من الأقوال والتفسيرات والتعليقات المختلفة، ولهذا وحتى يحقق الحوار فائدته المرجوة أتمنى مرة أخرى أن يكون سقف الحديث فيه مفتوحًا وفق الضوابط والأطر الأخلاقية. وأضاف الفضيل أن الشاب عبد الرحمن إدريس من جامعة جازان كان هو الأقرب بقوة إلى مفهوم الحوار في الوقت الذي اتجه زملائه نحو الخطابة الإنشائية. حيث أن بوصلة الحوار الذي من أجله عقد اللقاء قد تاه في ظل الخطابات الطويلة والورقية ويحسب للأمير خالد ارتجاله الأفضل. وتساءل من الذي خول الشباب ليتحدثوا نيابة عن زملائهم إذ وعلى الرغم من جدية وجدارة ما طرحوه لكن آلية اختيارهم غير واضحة وهذا خلل في اللقاء، وكان الأولى أن تعقد ورش عمل متنوعة للشباب علنية تحضيرا للقاء يتم منها اختيار الممثلين في الحوار. مشيدًا بإعلان الأمير خالد إلى أن اللقاء في السنة القادمة سيستمع المسؤول فيه للشباب أكثر من أن يلقي عليهم كلماته كما حدث في هذه الندوة هذا العام. من جانبه أكد الكاتب والإعلامي حمود أبو طالب أن فكرة الندوة الحوارية المفتوحة فكرة خلاقة وبحاجة إلى المزيد من الدعم والتطوير في الأعوام والدورات القادمة للسوق حتى ترج بالصورة المأمول منها وحتى تلبي جميع احتياجات الشباب في مختلف القضايا التي تهمهم وأن لا يكون الجيل السابق لهم حجر عثرة في سبيل طرح آرائهم وأفكارهم، فما سمعناه في الندوة من أفكار وإبداعات وتساؤلات يجعلنا نفخر بهذا الجيل القادم منهم فهو جيل التغير والنهضة والتنمية المنشود. تحدث مدير تعليم مكةالمكرمة حامد السلمي قال: «إن حديث صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل في الندوة امتداد لرسالة الأب لأبنائه فهو يرسم لهم أطر كيف كنا وكيف أصبحنا ويشير إليهم بإن دينهم وعقيدتهم وإخلاص آبائهم وأجدادهم هي التي صنعت هذا المجد، وإصغاء سموه ومن معه لشباب والتحاور معهم هو رسالة وعي ومثال حي ومباشر لأهمية أخذ رأي الشباب وأفكارهم ومعرفة طريقة تفكيرهم وتحقيق مطالبهم وجعلهم شركاء صالحين في التنمية، وما رأيناه من أفكار وحرص على السؤال من شبابنا بكل ثقة وثقافة هو دلالات على أن لدينا جيلًا واعيًا يدرك أهمية المرحلة ويدرك أهمية الحوار ويؤكد بإن الحوار الوطني الذي دعى إليه خادم الحرمين الشريفين قد أوتي ثمرته، وندوة الحوار تقدم أداء وأسلوب الحوار وهذا يجعلنا نجتهد أكثر في التعليم وفي غيره لنقدم ما يليق بشبابنا وثقافتهم وفكرهم والأخذ بهم وبرأيهم من أجل وطننا. فيما قال مدير تعليم الطائف الدكتور محمد الشمراني: إن الاهتمام بدور الشباب واحتضانهم وحوارهم هو الاستثمار الحقيقي، فالشباب هم شركاء في التنمية فعليهم أن يعوا ذلك ويسعون إليه، وقد دعينا في التعليم ورشحنا 50 من طلابنا ودخلوا ورش العمل ولكن الاختيار وقع على طلاب الجامعة وربما لأنهم أكثر نضجًا والمرحلة السنية تحكم ربما في هذا وطلاب الجامعة هم أبناؤنا ومشاركتهم تمثلنا وتمثل كل شاب المملكة.