فقدت الساحة الفنية واحدًا من أبرز مبدعيها وهو الموسيقار سامي إحسان الذي انتقل إلى رحمة الله تعالى فجر يوم أمس السبت إثر تعرضه لوعكة صحية مفاجئة وحين نقله من منزله بجدة إلى المستشفى لفظ أنفاسه الأخيرة في الطريق، وقد تمت الصلاة عليه عصر أمس، ودُفن بمقابر الفيصلية بجدة، واليوم الأحد هو أول أيام العزاء الذي سيقام بمنزله يرحمه الله. وتعد وفاة الموسيقار سامي إحسان خسارة كبيرة للساحة الفنية والإبداعية ليس في المملكة وحسب بل وفي كل العالم العربي، لما له من عطاءات فنية معروفة على مستوى الساحتين الفنية السعودية والعربية،وقد تغنّى من ألحانه العديد من المطربين والمطربات السعوديين والخليجيين والعرب، وفي مقدمتهم: طلال مدّاح، ووردة الجزائرية، وهاني شاكر، ومحمد عبده، وعبادي الجوهر، وعفاف راضي، ومحمد عمر، وعبدالكريم عبدالقادر، وأنغام، ونادية مصطفى، وسمية قيصر، وأمل عرفة وغيرهم الكثير. وقد عُرف عن الفنان الراحل اهتمامه بالمواهب الغنائية الشابة ودعمها وتقديمها للساحة الفنية، وهو أول من قدم الفنان عبدالمجيد عبدالله في بداياته الفنية، ثم اكتشف وقدّم صوت الفنان عباس إبراهيم. كما أنه كان أول من استطاع جمع صوتي الراحل طلال مداح ومحمد عبده في عمل واحد وهو أوبريت «السيف والقرآن». وتقدّر أعمال الراحل سامي إحسان الموسيقية بحوالى أكثر من 800 عمل فني. هذا وقد عبّر العديد من الفنانين عن بالغ حزنهم على رحيل الموسيقار سامي إحسان يرحمه الله، وقالوا في تصريحات ل «المدينة» : إن رحيله خسارة كبيرة وهو فنان مبدع له عطاءات كبيرة ومميزة.. هرم فني بداية يقول الموسيقار سراج عمر: إن من الحزن ما يلجم المرء عن التعبير ولو بأبسط العبارات وإن مصيبتنا لكبيرة بفقد أخ وصديق قريب من القلب والروح وإن ما يربطني بسامي إحسان ليست زمالة سنة أو صداقة عابرة فقد قضينا عمرًا من الكفاح والجدّ في هذه الساحة جعلت من سامي رجلا مخضرمًا جديرًا بأن يكون هرمًا فنيًا بحد ذاته وللأسف فإن سامي كغيره من رجالات الساحة الكبار لم ينل ما يستحق من التقدير الحقيقي والتكريم الذي يليق بأساتذة قدموا دون أن يبخلوا وخدموا بما يملكون من جهود وخبرات وقدرات وعلاقات وهو ممن مثلوا علم المملكة بفخر في الكثير من المحافل المحلية والعربية ويبقى سامي ما بقيت قلوبنا نابضة ساكنًا حاضرًا.. أسكنه الله فسيح جناته وألهمنا وأهله وأولاده وأصدقاءه ومحبيه الصبر والسلوان. صداقة قديمة ويقول الفنان محمد عبده: ببالغ الحزن والأسى تلقيت خبر وفاة أخي الملحن الفنان المخضرم سامي إحسان وقد آلمني هذا الخبر كثيرًا لأن سامي ليس مجرد فنان بالنسبة لي فقد ربطتني به علاقة صداقة قديمة وقوية جدًا فمنذ دخلت المجال الفني وأنا على صلة به وكانت بيننا الكثير من جلسات العمل ويُعتبر سامي إحسان من أوائل من تعلمت منهم ومن خبراتهم في مجال الفن والتلحين لأنه وبكل صراحة متعاون مع الجميع ولا يبخل بما لديه من خبرة عملاقة على كل أبناء الوسط الفني من فنانين شباب وملحنين وشعراء ولا نملك أمام هذا المصاب إلا الصبر والدعاء له بالرحمة والمغفرة. الوالد والصديق ويقول الفنان عبادي الجوهر: ماذا سأقول.. فالألم كبير بفقد الوالد والصديق سامي إحسان ولقد صُدمت بخبر وفاته وللحق فقد خسرت الساحة الثقافية والفنية قامة رجل مخضرم قضى عمره في خدمة وطنه وثقافة وفنون وطنه سواء داخل الوطن أو خارجه فهو من أفضل من مثلوا المملكة في العديد من المحافل والمهرجانات الخليجية والعربية.. إن الحزن يخيّم على كل من عرفه.. رحمه الله. أعماله متسيّدة ويقول الملحن طلال باغر: للأسف كان خبر وفاة أخي سامي إحسان صحيحًا ولكم تمنيته شائعة والحقيقة أن ساحتنا فقدت رجلا قلما تجود الساحات الفنية بمثله لما يملك من خبرات طويلة وقدرات فنية عملاقة صنعت منذ انطلاقته نجاحات فنية غير مسبوقة ولا زالت تتسيّد الكثير من الأعمال على الساحة الفنية العربية ومن المؤلم أيضًا أن لا يجد رجلا مثل سامي إحسان ما يستحق وهو ممن قدموا كل ما يملكون من عمر وجهد وفكر وخبرة لخدمة الفن والفنانين فأرجو أن يتم تكريم هذا الرجل ولكم تمنيت ولكم نادينا بتكريم أمثاله في حياتهم حتى نعطي أمثاله بعض حقوقهم علينا كمجتمع.. الله ارحم سامي واغفر له. القائد الفني ويقول الفنان حسن عبدالله إسكندراني: تفاجأنا بنبأ وفاته رحمه الله وعلاقتنا برجل مثل العم سامي إحسان علاقة وطيدة وقديمة لأنه من أصدقاء الوالد وأنا منذ بداياتي مع الفن وأنا أنهل من خبرات هذا الرجل ومن فنونه التي تتلمذ عليها العشرات من نجوم الساحة الفنية، إن الخسارة الثقافية والفنية واضحة بفقد قامة مخضرمة مثل سامي إحسان القائد الفني والموجه لكل تلامذة الفن والطرب على الساحة المحلية فليس هنالك فنان من فناني المملكة لم يستفد من خبراته ونصائحه وتوجيهاته التي دائمًا تأتي في محلها.. ولا املك إلا أن أتقدم بأحرّ التعازي القلبية لأبناء الفقيد وأصدقائه ولكل محبي ألحانه وفنونه سواء في المملكة أو الخليج أوالوطن العربي. بنى قواعد ويقول الفنان حمد محبوب: العم سامي إحسان من أساتذة الساحة الذي بنوا قواعدها بجهودهم الفردية والمتواضعة منذ عشرات السنين وعلاقتي به منذ كان جارًا لنا بحي الرويس وتربطنا صلة رحم وأخوة وصداقة قديمة جدًا وكنت منذ طفولتي ودراستي بالإبتدائية استمع له بعد انصرافي من المدرسة وتوجهي للمنزل وهو يدندن على آلة العود وأتابعه وهو يلحن بعض الأعمال، كما كنت أتابع بعض لقاءاته وجلساته مع بعض الفنانين الذين كانوا يحضرون إليه للتعاون معه، ورحيله اليوم آلمنا جميعا ولا نملك إلا الدعاء له بالرحمة الواسعة من رب العالمين وبالصبر لأهله وأبنائه وكل الفنانين. العلامة الفنية كما تحدث الفنان عبدالمجيد عبدالله قائلاً: سامي إحسان العلامة التي ساعدتنا جميعًا في بداية المشوار الفني وأستطيع القول أن ألحانه أوجدت صورة جديدة للأغنية السعودية ومن ثم باتت الأغنية تتشكّل وتجد لها شكلا مختلفا جميلا وبسيطًا جدًا، ويضيف عبدالمجيد بنبرة حزن: هذه اللحظات لن تكون لحظات للحديث عن مواقفنا الجميلة والحميمة.. إنها لحظات نترحم فيها عليه وأن يغفر الله له، فالموسيقار سامي إحسان من أوائل الفنانين الذين قدموا الأغنية السعودية وأيضًا قدم الأغنية السعودية بأصوات عربية كثيرة جدًا، فقد كان أبًا للفنانين، كما أن علاقتنا ببعضنا علاقة طيبة، والمجتمع السعودي لم يفقد ملحنًا جميلاً فحسب، بل أيضًا افتقدناه كصديق قريب من القلب وأبٍ حنون. تعلمت منه الفنان عباس إبراهيم الذي لم يتمالك نفسه في البكاء، قال: نحن مؤمنون بقضاء الله وقدره ولكن حتى هذه اللحظة أتمنى أن يكون الخبر غير ذلك، بالفعل تفاجأت بهذا الخبر ولست مستوعبا تمامًا ما حصل، تربطني بالراحل سامي إحسان علاقة كبيرة منذ بدايتي الفنية وتعلمت على يده الكثير وكان يوجّهني في كل شيء وكانت علاقتنا كعلاقة الأب بابنه ولا أستطيع إلا الدعاء له بالرحمة والمغفرة. طيّب القلب وعبّر الفنان محمد عمر عن ألمه قائلاً: الله يغفر له ويسامحه فقد كان رجلاً طيّب القلب على المستوى الإنساني وبالطبع الفني وقد تعاونت معه على الصعيد الفني وحتى على المستوى الشخصي وكان لا يبخل علينا بالنصح والتوجيه وكنت أحرص على الاستماع له دائماً، وبالفعل كان رجلاً عظيمًا وعلى خلق، محبا لجميع زملائه.. إنا لله وإنا إليه راجعون. أحر من الجمر الفنانة السورية أمل عرفة والتي تعاونت مع الراحل في ألبومها الأخير «أحر من الجمر» والتي علمت بالخبر عند اتصال «المدينة» بها، قالت: لا أستطيع أن أصدق، كنت قبل أيام أحاول الاتصال به لأجدّد التعاون الفني معه إلا أني أجّلت ذلك حتى انتهي من بعض الأعمال المستعجلة، حقيقة هو خبر آلمني كثيرًا وأنا مصدومة بالخبر، وأسأل الله له الرحمة والمغفرة وأتمنى أكون موجودة في السعودية حتى أقدم واجب العزاء لأسرته الكريمة.