مهما كانت إخفاقات أوباما ، فالرئيس محبوب بما فيه الكفاية ، وإيجاد الوظائف هو الميزة الرئيسية القوية للحكم عليه داخلياً. وفي حالة إعادة انتخاب باراك أوباما في شهر نوفمبر، فسوف يكون ذلك هو المرة الثانية في التاريخ الأمريكي أن يصطف ثلاثة رؤساء متعاقبين يفوزون بولايتين في صف واحد. ففي تاريخ الانتخابات الرئاسية عندما نعود للوراء نجد أن توماس جيفرسون و جيمس ماديسون وجيمس مونرو هم الثلاثي الأول الذي فاز بدورتين لكل منهم.. قد لا تكون هناك فائدة من مثل هذا الإحصاء. لكن انتخاب أوباما للمرة الثانية ستنتج عنه الحالة الثانية في تاريخ الانتخابات الرئاسية الأمريكية حيث فاز كل من بيل كلينتون وجورج دبليو بوش بالرئاسة لدورتين فهل يكمل أوباما هذا الثلاثي؟ لماذا من المرجح أن يعاد انتخاب أوباما؟.. أولا، إيجاد فرص وظيفية يعتبر ميزة كبيرة لأوباما لا سيما ضد منافس أضعف . مع وجود كل هذه الأجراس وصفارات الرئاسة الحديثة ، وسيستمر معظم الأمريكيين في إظهار احترامهم ،وإن كان على مضض، لزعيم العالم الحر المترشح للرئاسة من البيت الأبيض الحر بدلا من المرشح الرئاسي المنطلق من حافلة حملة انتخابية في ولاية آيوا . هذا سيساعد يساعد كثيرا. استناداً إلى هذا التحليل نجد أنه منذ عام 1980 حتى الآن أي لمدة 32 سنة هناك رئيس أمريكي واحد فقط اخفق في أن يحصل على فترة رئاسية ثانية ونعني الرئيس بوش الأب. لقد نافست .مهارات كلينتون السياسية مهارات ريجان؛ وتغلبت شخصية جورج دبليو بوش كمواطن عادي مألوف على شخصية آل غور العامة الجامدة. وبينما يمكن أن يكون أوباما مهنيًا للغاية ومنعزلا فإن هاتين الصفتين مقارنة مع حدّ سواء مع ميت رومني ومع يمينيي الحزب الديمقراطي نفسه تظهران أن أوباما يتصرف على طبيعته ومتصل بأصله. ولكن الأمور تسير بأكثر مما عرضنا هنا. السياسة لدينا مدفوعة بالانقسامات السياسية العميقة والكونجرس عديم الفعالية والإعلام الذي يبث لأربع وعشرين ساعة في كل أيام الأسبوع السبعة يعكس ويكرس للأجواء الشبيهة بالسيرك في الساحة السياسية الأمريكية. نحن غير واثقين و قلقون بشأن الاقتصاد ومستقبل أمتنا. وفي الوقت الذي نرقب فيه كل هذا الجنون في سياستنا ونحن نتلهف لا لليقين والاستقرار فقط، ولكن في الأمل أيضا. ولذا فإننا نبحث عن مقياس لذلك الاستقرار في المؤسسة الوطنية الوحيدة التي يساعد جميع الأمريكيين في تشكيلها وأعني: رئاسة الجمهورية وبالفعل أصبحت الرئاسة آخر معقل ومستودع لاستعدادنا لإعطاء فرصة ثانية للرئيس على أمل ستتحسن بطريقة ما . لقد تم انتخاب بيل كلينتون وجورج دبليو بوش لأسباب مختلفة جدا، فاز كلينتون بولاية ثانية على الرغم من القضايا والأزمات التي واجهها لأن الظروف الاقتصادية في فترة رئاسته الأولى كانت جيدة، وأعيد انتخاب بوش لأنه أظهر قوة وشخصية في أعقاب 9/11، على الرغم من أن الظروف الاقتصادية كانت سيئة. لم يصل القائد العام للجيش الأمريكي في أي وقت مضى إلى قاعة للمشاهير. لكن بوش فاز بالرئاسة للمرة الثانية. لهذا فمن المتوقع أن يفوز أوباما بالرئاسة للمرة الثانية هو أيضاً والأسباب مختلفة.على الرغم من خيبة أمل الكثيرين في العديد من جوانب أدائه، لكن لدى الأمريكيين ما يكفي كي يظل أوباما محبوباً لدى قطاعات واسعة. لذلك يا سيدي الرئيس، ملاحظتك التي ذكرتها لدايان سوير في يناير كانون الثاني 2010 –القائلة بأنك تفضل أن تكون رئيساً جيداً لولاية واحدة بدلاً من أن تكون رئيساً لولايتين بأداء دون الوسط لن تحدث . ستفوز بالولاية الثانية والتحدي الخاص بك سيكون تجنب أن يكون متواضعا ودون الوسط في ولايتك الثانية.