واشنطن - رويترز - يسعى الرئيس الأميركي باراك أوباما لتدعيم الثقة المتراخية في أدائه الاقتصادي بطلب مساعدة الرئيس الأسبق بيل كلينتون بعد أن وجهت غرفة التجارة الأميركية نقدا لسياسات الإدارة. وأظهر الرئيس الاميركي الاسبق بيل كلينتون مجددا كيف أصبح سندا قويا للرئيس الاميركي الديمقراطي باراك أوباما. ووسط شكوك حول ادارته الاقتصاد الاميركي طلب أوباما من كلينتون الانضمام الى محادثات جرت في البيت الابيض أمس الاربعاء مع كبار رجال الاعمال حول سبل زيادة فرص العمل ومساعدة الولاياتالمتحدة على تفادي ركود متكرر. وقال وليام غالستون الذي كان مستشارا للرئيس الاسبق في السياسة المحلية "بيل كلينتون لديه حاسة سياسية رائعة بالاضافة الى معرفة متعمقة بالسياسة العامة. وأعتقد ان الادارة ستكسب كل شيء ولن تخسر شيئا من الاصغاء بعناية لما عنده." وشهدت فترة رئاسة كلينتون خلال التسعينات ازدهارا اقتصاديا أسفر عن آخر فائض في الميزانية الاميركية. واشراك كلينتون ينم على ان أوباما غفر منذ فترة وتجاوز اي مرارة تجاه الرئيس الاسبق خلفتها حملة الانتخابات الرئاسية لعام 2008 والتي ساند خلالها كلينتون زوجته هيلاري كلينتون حين كانت تنافس أوباما في الانتخابات الاولية للفوز بترشيح الحزب الديمقراطي لخوض انتخابات الرئاسة والتي فاز بها أوباما. ومنذ توليه الرئاسة لجأ أوباما الى مساعدة كلينتون في عدة مناسبات. واثناء الحاجة الى من يقنع كوريا الشمالية بالافراج عن اثنين من الأميركيين المحتجزين سافر كلينتون الى بيونغيانغ وأجرى محادثات مع زعيم كوريا الشمالية المنعزل كيم جون ايل وأعاد الامريكيين الى الوطن. وحين احتاج أوباما الى من يقود جهود الاغاثة في زلزال هايتي لجأ الى كلينتون والى الرئيس السابق جورج بوش لجمع الاموال وسافر كلينتون الى هايتي مرارا وتكرارا للاشراف على عمليات الاغاثة. ويمكن لأوباما الاستفادة من خبرة كلينتون في التعامل مع رجال الاعمال بعد ان ترك الرئاسة. وقال احد مساعدي كلينتون السابقين في البيت الابيض انه شيء جيد ان يقدم المساعدة في الاقتصاد خاصة وان عددا كبير من الاميركيين يبدون في استطلاعات الرأي تشككهم في قيادة أوباما لاقتصاد البلاد قبل انتخابات الكونغرس التي تجري في الثاني من نوفمبر/ تشرين الثاني. وأضاف "من الواضح انك اذا اردت الفوز في الانتخابات القادمة عليك التركيز على السياسات المحلية وكلينتون بارع في هذا." ويحاول أوباما الذي نجح فيما فشل فيه كلينتون من قبل بحصوله على موافقة الكونغرس على اصلاح نظام الرعاية الصحية تجنب مصير كلينتون بعد عامين من رئاسته عام 1994 حين خسر الديمقراطيون سيطرتهم على مجلس النواب الاميركي. وانضم كلينتون الذي قاد الطفرة الاقتصادية في تسعينات القرن الماضي إلى اجتماع مغلق عقده أوباما في البيت الأبيض مع قادة الأعمال لتشجيع توفير فرص عمل وتشجيع الاستثمار بما في ذلك استثمارات الطاقة النظيفة. وكانت غرفة التجارة الأميركية قد وجهت توبيخا لجدول أعمال أوباما الاقتصادي واتهمته والديمقراطيين في الكونغرس بتجاهل الاستثمار وتوفير فرص العمل وتعطيل النمو بأعباء تنظيمية وسياسات ضريبية. وقبل أربعة اشهر من انتخابات التجديد النصفي المقررة في نوفمبر تشرين الثاني يحاول الجمهوريون رسم صورة لأوباما والديمقراطيين باعتبارهم معادين للأعمال. وتزايد لجوء أوباما للرئيس الأسبق كلينتون للمساعدة فيما يتعلق بكسب الناخبين ومجتمع الأعمال. وساعد كلينتون الذي ينظر إليه في مجتمع الشركات الأميركي باعتباره متعاطفا معها البيت الأبيض بدعم الحملات الانتخابية للديمقراطيين المرشحين في انتخابات نوفمبر. وعين اوباما يوم الثلاثاء الماضي جاك ليو الاقتصادي المخضرم في إدارة كلينتون السابقة مسؤولا عن الميزانية بالبيت الأبيض للمساعدة في خفض العجز الكبير.