كثيرون قد يعتقدون بأن النشيد للترويح عن النفس، والاستمتاع به، والانسجام في أنغامه، ولكنهم قد يجهلون نقطة مهمّة قد تكون الأولى والأهم في هذا الفن (ذي السلاحين). فالمنشد هو مرآة للمسلمين، ويعكس صورهم، ومدى فنهم، وبراعتهم في مجالاتهم، ولكن علينا نحن كمسلمين أن نستشعر بأن الدين الإسلامي يجب علينا إظهاره بأبهى وأجمل صورة، ولو نظرنا لبعض الفنانين في الخارج من غير المسلمين لنجد لهم سمعة كبيرة، وعندما يسلم الواحد منهم نرى الكثير يسألون عن الإسلامي، والبعض منهم قد يدخل لأجل فنان، فهذا دليل على مكانة الفن والذي يجب علينا الاهتمام به أكثر وأكثر. وأنا أطالب أن يكون الإنشاد وسيلة للوصول إلى هدف معين، وهو تقديم رسالة سامية، وأن يخرج بصورة مشرفة، فنبينا محمد صلى الله عليه وسلم كان يقول لشاعره حسان بن ثابت: "أهجهم وروح القدس معك"، وهذه كلمة صادقة من رسول رب العالمين تبين مدى تأثير الصوت، وأمنيتي من جميع المنشدين أن يكون دخولهم في هذا المجال وسيلة في طاعة الله، وأن يجتهدوا في استخدامه بالجانب الخيري، وعلى المنشد أن يدرس ويتعلم كيف يستطيع أن يثبت نفسه خارجيًّا، فمن الصعوبة أن يصل المنشد لدرجة الإبداع والإبهار إلاّ بعد تقديمه لتنازلات معينة في بعض الجوانب ليستطيع الوصول للآخرين، فالشيخ مشاري العفاسي على سبيل المثال كان صاحب البداية في هذا الأمر، فقد كان في بداية الأمر قارئًا ثم بدأ في إخراج كليبات إنشادية ولكنها لم تكن كبقية الكليبات، وإنما كانت ذات جودة وقوة عالية الوضوح في جانب الصورة وكذلك الصوت. وعلى المنشد إذا أراد الوصول لهدف معين أن يحافظ على مبادئه وأن لا يقلل من شأنه، فبعض المنشدين عندما يذهب لأي بلد آخر نجده يتنازل عن مبادئه شيئًا فشيئًا، وقد يمزج أناشيده بإيقاعات في الخارج وهنا المشكلة، فسيصبح ذا وجهين، وعندما نراه في بلده وخاصة بالمملكة العربية السعودية، فإننا نجده ينشد بدون إيقاع رهبة من الناس المحيطين به، ومجتمعه الداخلي الذي يعرفه.