- قيل لي ذات يوم: "إن قراءة التاريخ تأخذك على بساط الريح" من يومها وكلما عصفت بي رغبة المعرفة هممت أبحث عن بساط الريح ليأخذني إلى ذلك القصر الكبير لعل العاصفة تتلاشى في رحابه!. وكنت أتساءل وقتها.. ما الذي يمكن أن آخذه من هذا القصر نهاية المطاف؟! أما السؤال الذي بات أهم مما سبقه هو: ما الذي يفترض أن يكون رفيقي أثناء تجوالي في هذا القصر؟ ! - ما أكرم التاريخ حين تدق أبواب قصره أسئلة من شتى الطرق وأشتات المعرفة، فيفتح لها لتنطلق بحثاً عما يروي ظمأها.. وليت التاريخ يعلم بنوايا ذاك الارتواء!! - أسوأ الأسئلة تلك التي تبحث في غرف التاريخ عن صراعات قديمة، ليس حباً في الحقيقة إنما رغبة في أن تنجب الأحكام..... لتجتر صراع تلو صراع. - لامارتين يقول: "التاريخ يعلم كل شيء بما فيه المستقبل" وبصراحة ذكرني بجدل دخلته مع أحد الطائفيين حول خلافات تاريخية قديمة: كان كل منا منشغل بإثبات الحقيقة.. أتعرفونها؟! لا أعتقد ذلك.. ما يهم الآن أنني اكتشفت: أننا الماضي بكل خلافاته دون إنجازاته، فكيف سنتعلم المستقبل؟! وتمنيت: أني لم أجادل يوماً على... ماضٍ! فهل سنرى مستقبلاً بعد ماضٍ... مديد؟! - هيكل يقول: "تاريخ كل أمة خط متصل، وقد يصعد الخط أو يهبط، وقد يدور حول نفسه أو ينحني لكنه لا ينقطع" من منكم يستطيع أن يخبرنا في أي حالٍ هو خط الأمة الإسلامية؟! بت أخاف أن خطها حبل متهالك على وشك.. الانقطاع! - "أهم درس يمكن أن تستفيده من دروس التاريخ، هو أن البشر لا يستفيدون كثيراً من دروس التاريخ".. الآن فقط يمكن أن تفهم لِمَ "التاريخ يكرر نفسه".. انتبهوا جيداً.. المسألة ليست بفعل التاريخ إنما هي فعلة من يكتب التاريخ. * خاتمة: هناك إعلان بالخط العريض يقول: "الحاضر يبحث عن فتاتين غائبتين.. عظة و... عبرة".. هل منكم من سمع عنهما؟!