مسجد قباء له فضل كبير في الصلاة فيه، ففي سنن ابن ماجة «صلاة في مسجد قباء كعمرة» (1/237 وصححه الألباني)، وكان عليه الصلاة والسلام يأتيه راكبًا وماشيًا فيصلي فيه ركعتين (البخاري برقم 1193 ومسلم برقم 1399) ولذا لا يستغرب تدفق المصلين عليه من الساكنين والزائرين، وتزداد كثافة المصلين فيه في رمضان بحيث لا يكاد يجد من يتأخر مكانًا وبخاصة في صلاة الجمعة والتراويح. هناك ملحوظات مرورية على حركة المرور حوله في شهر رمضان، وهي لا تقلل من جهد رجال المرور، ولكن المرور بحاجة إلى تلافيها فهي تسبب تعبًا لقاصدي المسجد من المصلين والزوار، ومنها- وهي أهمها- أن الجهة الشمالية من المسجد فيها مدخل النساء، وهناك منطقة التحميل والتنزيل، وهي تشهد ازدحامًا شديدًا قبل الصلاة وبعدها، ومن أبرز أسبابها السماح بوقوف بعض السيارات على الجانب الأيمن للمتجه شرقًا، وما هو مطلوب ألا يسمح بالوقوف فيها أسوة بالمناطق المماثلة عند المسجد النبوي، وإن كان بعضها لأئمة المسجد فبالإمكان تحديد مواقف لهم في الجهة الجنوبية، والحال كذلك في السيارات التي تقف على الجهة اليسرى للمتجه شرقًا، ولو منع الوقوف لخف كثير من الازدحام، وهذه المنطقة منطقة عامة ومن غير المناسب السماح لأي كان بالوقوف فيها، فالمصلحة العامة مقدمة على المصلحة الخاصة. ثم إن المشاة الداخلين للمسجد أو المنصرفين منه يلتوون بين السيارات وليس لهم ممر محدد، والأنسب أن تحدد منطقة عبور، وتخطط، وتكون عند الدرج الغربي وعند الدرج الشرقي وبذلك يتم تلافي الخطر الذي يتعرض له المارة بما في ذلك رجال المرور الذين يقفون وسط الشارع بين أرتال السيارات ويمنع أصحاب السيارات الخاصة الذين يسيرون ببطء للحصول على بعض الزوار لنقلهم. والخلاصة أن منع وقوف السيارات في هذه المنطقة وتحديد مسارات للمشاة سيحل كثيرًا من الازدحام وسيخفف الأخطار على المشاة ومن أهم الملحوظات وقوف السيارات على المنعطفات عند الإشارة لكثير من المتجهين للجهة الجنوبية يقف للإشارة بسبب وقوف سيارات في المنعطف، والحال كذلك بعد الإشارة في الجزء الشمالي للمسجد إما بشكل دائم أو لانتظار مصلية في المسجد، والأنانية عند بعض المصلين تنسيه الأذى الذي ألحقه بالآخرين. والوقوف عند المنعطفات عند الإشارة فوق النفق وفي مداخل المواقف الشرقية والجنوبية من أكبر معطلات انسياب الحركة ويضطر الحافلات للوقوف في الشارع العام، أما المواقف الواقعة في الركن الجنوبي الغربي للمسجد فإن بعض المصلين يقف في الشارع، ويغلق الشارع وقد لا يخرج إلا متأخرًا مما يضاعف الخطر لو حصل طارئ لتدخل سيارات الإسعاف أو الدفاع المدني، وأداء الصلاة من مصلٍ لا يبرر أن يُلحق الأذى بالآخرين ورفعه شماعة الصلاة ليس مبررًا فأجره له وأذاه عمّ المسلمين. وإغلاق المتأخرين على الذين وقفوا وقوفًا نظاميًا في المواقف هو أقل الملحوظات لأن ضررها فردي، أما الملحوظات السابقة فضررها جماعي ولا يضبط الناس إلا الصرامة في تطبيق النظام، وأجر الصلاة للمصلين وحده، أما مخالفته للمرور فوزر ارتكبه تجاه المسلمين، وعلى المرور أن يعالج ذلك، وليس بالإمكان أن يوجد موقف لكل مصلٍ بالقرب من باب المسجد، ومنع الوقوف في الأماكن الممنوعة سيكون راحة للمصلين وتطبيقًا للنظام يؤدي إلى الراحة للجميع. [email protected]