اجمع العديد من المراقبين الرياضيين أن دفاع برشلونة فتح الطريق أمام ريال مدريد الإسباني للتتويج بلقب كأس السوبر الإسباني، عقب مباراة مثيرة نجح خلالها النادي الملكي في الفوز بنتيجة 2-1 ليضمن التتويج باللقب، بعد ان كان خسر في الذهاب على ملعب كامب نو بنتيجة 3-2 . جاءت المباراة منذ بدايتها بسيطرة محكمة من ريال مدريد، سجل في النصف ساعة الأولى من المباراة هدفين وأضاع خلالها الأرجنتيني جونزالو هيغواين انفرادين كاملين في ظل حالة توهان من الدفاع الكتالوني. وكشف الانفرادان الضائعان وهدفي الريال بتوقيع هيغواين وكريستيانو رونالدو في أول 30 دقيقة بالمباراة عن انه يتوجب على تيتو فيلانوفا البدء في البحث عن حلول جديدة للخط الخلفي. فعلي سبيل المثال فإن الهدف الأول بتوقيع هيغواين جاء من خطأ فادح لماسكيرانو الذي لا يلعب في مركزه الأصلي، نظرا لغياب كارليس بويول، الذي تشير كل التوقعات إلى أنه لا يتبقى له الكثير في مسيرته الرياضية. وبالنسبة للهدف الثاني والذي جاء بتوقيع كريستيانو، الذي لا يمكن التقليل من مهاراته في العبور بمظلة كروية بالكعب من المساك الأخر جيرارد بيكيه، إلا أن هذا لا يعني أن الأخير لم يتعامل بشكل جيد مع الكرة قبل اقترابها من كريستيانو. وأظهرت المباراة ان دفاع برشلونة يحتاج بالفعل لتجديد في ظل انخفاض مستوى بيكيه كما قال الكثيرون الموسم الماضي وعدم وجود بديل جيد لبويول في قلب الدفاع، خاصة وأن الأخير بات قريبا من الاعتزال بل أن هناك أقاويل ترددت عن أنه كان سيقدم على هذا الأمر قبل منافسات كأس الأمم الأوروبية الماضية. وعلى الصعيد الآخر فإن مورينيو اتبع في الشوط الأول من المباراة أسلوبا متوازنا، حيث أنه تعمد مقابلة خط وسط برشلونة، أكثر خطوطه قوة، مبكرا حتى لا يتيح للاعبي العملاق الكتالوني اتباع أسلوب التيكي تاكا في الوصول لمرمى الريال في ثوان معدودة. كما أن مورينيو كان متزنا للغاية في الشوط الأول فيما يتعلق بالأطراف حيث لم يتقدم مارسيلو سوى مرة واحدة طوال المباراة من الناحية اليمنى في حين أن أربيليو لم يتقدم من الأساس، وذلك خشية من انطلاقات جوردي البا وأدريانو قبل ان يتعرض الأخير للطرد. كل هذه الأمور لم تجعل برشلونة يهدد مرمى ريال مدريد طوال الشوط الأول سوى بتمريرة إنييستا التي مرت بشكل خطير من أمام لاعبي الملكي والبرسا، في حين أن هدف برشلونة الوحيد في الشوط الأول بتوقيع ميسي لم يأت سوى من ركلة حرة. ومن ضمن العيوب التي يمكن أخذها على مورينيو في الشوط الثاني بخلاف تراجع لاعبيه للخلف مقارنة بالحرية التي منحها لهم في الشوط الأول، هو تأخره في اجراء تغييرات وبالأخص بالنسبة لهيغواين الذي أهدر كما من الفرص كان لو سجله سيخرج الريال بنتيجة تاريخية، فضلا عن دي ماريا الذي انخفض أداءه بصورة قوية في النصف الثاني من المباراة. ويتساءل الكثير من عشاق ريال مدريد عن السبب الذي دفع مورينيو إلى التخلي عن أسلوب الشوط الأول الرائع والمتوازن، خاصة في ظل معاناة برشلونة من النقص العددي، إلا أن الاجابة وحدها ستظل في ذهن الداهية البرتغالي، ولم لا فهو كما يقول عن نفسه الأوحد،ونجح في اتمام المهمة والحصول على اللقب، على الرغم من الشوط الثاني الغريب، والفرص التي أهدرها كلا الفريقين في آخر خمس دقائق.