عندما تُحوّل الأقوال إلى أفعال يتجسّد معنى تحمل المسؤولية، وهذا التحول هو بكل تأكيد اختبار عملي يعرف الجميع نتائجه. خلال الأيام الماضية تابع الجميع ما قام به مدير مستشفى حائل العام الدكتور عبدالعزيز النخيلان من تقديم استقالته من إدارة المستشفى، كما قدّم اعتذاره للمواطنين عن الأخطاء الطبية التي حصلت أثناء إدارته، هذا التصرف الشجاع يترجم المعنى السامي لتحمل المسؤولية ويؤكد أنها ليست أقوال وإنما هي أمانة تحتاج إلى أفعال. وبما أن الحديث يتعلق بقطاع صحي فهو يبدأ من اختيار الكادر الطبي المؤهل والتجهيزات التي يحتاجها هذا الكادر، ثم الاهتمام بالجهاز الإداري الذي يُشرف ويُتابع ويكون حلقة وصل وسنداً للمواطن الذي لا يطلب سوى أن يجد الخدمة الصحية الجيدة حين يحتاجها. الدكتور النخيلان فنّد في خطاب استقالته العوائق والمشاكل التي واجهته وجعلته غير قادر على أداء عمله على الوجه المطلوب، حيث ذكر أن الشؤون الصحية بمنطقة حائل ضربت بمطالبه عرض الحائط، وكانت السبب الأول والأخير في تدني مستوى الخدمة بهذا المستشفى، مما نتج عنه العديد من الأخطاء الطبية التي راح ضحيتها أُناس أبرياء، ولخوفه من الله وإبراءً لذمته من حمل أوزار هؤلاء الناس أعلن الدكتور النخيلان استقالته على الملأ، وهي خطوة تُحسب له وتدل على استشعاره لرقابة الخالق سبحانه وتعالى، وشجاعته على تحمل المسؤولية، وهو بهذا التصرف يجعل من نفسه قدوة حسنة لتحمل الأمانة.. فالأمانة وزرها كبير وحملها جسيم حيث قال الله تعالى: «إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا» صدق الله العظيم. أيها المؤتمنون على خدمة الناس وقضاء حوائجهم تذكّروا دائماً عِظم حمل هذه الأمانة، فمتى أدركتم أنكم لا تقدرون على أداء أمانتكم، فاتركوها لغيركم، وكونوا قدوة حسنة لمن يأتي من بعدكم.. فكلنا في خدمة الوطن. نايف جابر البرقاني - أملج