قد يتساهل بعض الناس في الحدود، ومنها حدّ القذف، و"القذف" في الحدود: هو الرمي بالزنا أو اللواط، وهذا التعريف مناسب لأصل معنى "القذف" في اللغة لأن معناه في اللغة: الرمي بقوة، فمَن اتّهم إنسانًا بالزنا أو شتمه به فقد قذفه، ورماه بأمر شنيع. وقد حرم الله جل وعلا القذف، بل إنه يعتبر كبيرة من كبائر الذنوب إذا كان المقذوف محصنًا وعفيفًا عن الزنا. وقد فجر الكاتب محمد آل الشيخ تغريدة له في توتير ضد الأخوات السعوديات اللاتي سافرن لدبي دون أن يذكر أناس معينين، وكان اتهام خطير يوجب المساءلة. أيُّها الأخوة: القذف لا يجوز بأي حال من الأحوال، قال السعدي رحمه الله: "ذكر الله تعالى الوعيد الشديد على رمي المحصنات فقال: (إِنَّ الَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ) أي: العفائف عن الفجور (الْغَافِلاتِ) اللاتي لم يخطر ذلك بقلوبهن (الْمُؤْمِنَاتِ لُعِنُوا فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ) واللعنة لا تكون إلاّ على ذنب كبير. وقد أكد أن اللعنة في الدارين الدنيا والآخرة، واللعن هو الإبعاد عن رحمة الله تعالى.. قال صلى الله عليه وسلم: "اجْتَنِبُوا السَّبْعَ الْمُوبِقَاتِ (أي: المهلكات). قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَمَا هُنَّ؟ قَالَ: الشِّرْكُ بِاللَّهِ، وَالسِّحْرُ، وَقَتْلُ النَّفْسِ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ، وَأَكْلُ الرِّبَا، وَأَكْلُ مَالِ الْيَتِيمِ، وَالتَّوَلِّي يَوْمَ الزَّحْفِ، وَقَذْفُ الْمُحْصَنَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ الْغَافِلَاتِ" رواه البخاري (2767) ومسلم (89). آمل أن يوضع حدٌّ لتلك التغريدات النشاز عبر قنوات التواصل الاجتماعي في الفيس بوك وتوتير، وإذا ثبت ذلك على من يصدر منه أي شيء مخالف للدين أن يُعاقب حسب ما يقتضي الشرع الإسلامي الحنيف، حتى لا يتجرأ أحد ويكتب تغريدات مخالفة لديننا الإسلامي. والله من وراء القصد. عبد المطلوب مبارك البدراني - وادي الفرع