تتعدد التهنئات في يوم العيد، وتقرأ الابتسامات منذ بزوغه، وتقام الولائم في صباحه ومسائه.. ولكني تفاجأت بتهنئة غريبة، من فتاة حزينة، تقترح تغيير «كل عام وأنتم بخير»، إلى «كل سنة وأنا وأنتم عوانس». هي تريد لفت أنظار المكتحلين في يوم العيد، واستعطاف ابتسامات المبتسمين، وشفقة المكبّرين لصلاة العيد. هي تريد أن تفرح كما تفرحون.. تريد أن تبتسم كما تبتسمون.. وتشعر بالسعادة كما تشعرون؛ فهل عرفتم حاجتها؟!!. يُحكَى أن جنديًا طلب من قائده قائلاً: «صديقي لم يعد من ساحة المعركة سيّدي، أطلب منكم السماح لي بالذهاب والبحث عنه». رفض القائد وقال: «لا أريدك أن تخاطر بحياتك من أجل رجل من المحتمل أنه قد مات». لم يسمع الجندي كلام قائده؛ بل فضّل الذهاب للبحث عن صديقه، وبعد ساعة عاد وهو مصاب بجرحٍ مميت حاملاً جثة صديقه. كان القائد معتزًا بنفسه عندما شاهد الموقف؛ وقال: «لقد قلت لك إنه مات!! قل لي أكان يستحق منك كل هذه المخاطرة للعثور على جثته؟!!». أجاب الجندي محتضرًا: «بكل تأكيد سيدي!! عندما وجدته كان لا يزال حيًا، واستطاع أن يقول لي: كنتُ واثقًا بأنك ستأتي». هذه القصة تحيي النخوة في القلوب، وتليّن قسوة تلك الصدور.. فهل ستقول لتلك العانس الغائبة عن ابتسامة يوم العيد ما قاله ذلك القائد: «لا أريدك أن تخاطر بحياتك من أجل رجل من المحتمل أنه قد مات». بمعنى أقرب؛ أنت لا تريد أن تُبدِّد فرحتك في يوم العيد بعانس هي بالملايين». فرحة إنسان؛ أهم من حزن مليون إنسان!!. أظنك ستفعل ما فعله الجندي الذي خاطر بحياته لتسمع هذه الكلمة من أختك العانس التي تنتظرك في يوم العيد لتقول لك: «كنتُ واثقًا بأنك ستأتي». يا ترى من يستحق هذه الكلمة؟! يستحقها من ضحّى وضحّى ثم أضحّى وهو يسعى ويطوف ليجمع شمل العوانس في جمعية سعودية خاصة بهن، تجعل كل عام وأنتم بخير؛ خيرًا على العوانس، خيرًا لهن كل عام بالخروج من زنزانة العنوسة إلى حرية الأسرة. «كنت واثقًا بأنك ستأتي».. ستُقال من لسان كل عانس لمن سيُبشّرهن بأول جمعية سعودية لهن لتتبنى مشكلاتهن، فهل نأمل أن نرى مثل هذه الجمعية قريباً..؟! عبدالعزيز جايز الفقيري - تبوك