قلت لصديقي (المُوَاطِن صَالِح): لقد رأيت في بعض الدول بُحَيرات يقوم الزائرون بَقَذف عُملات معدنية في قاعها، ومعها يطرحون أُمْنِيَاتٍ لهم؛ رَجَاءَ أن تتحقّق! وشَاهَدتُ في (كَنَائِسَ) إِيَقاد بعض الناس للشّموع يصاحبها دعوات منهم وأمنيات يرجون أن تَتَأكّد! وهنا ومع الإيمان بأنّ باب الدعاء وحَديث الأمنيات عندنا مفتوح الزّمان والمكان؛ ولكن بما أنّ مسئولي المؤسسات الخَدمية خرجوا من صِيَامٍ وقِيَام؛ فنفوسهم ما زالت في عَافِية؛ ولأنهم في أيام العيد فَأجواؤهم لا شَكّ صَافية؛ فأرجو منك أيها (المُوَاطِن صَالِح) أن تستغلّ هذه الفرصة؛ فَتُلقِي بِحَبْل أمنياتك لعل سِنَّارتك تُصِيبُ الصّيد! فَكّر (المُوَاطِن صَالِح) قليلاً؛ ثمّ تَلَعْثَم، فَنطق: كثيرة وكبيرة هي الأمنيات؛ لكني سأكتفي منها بالْمُهِمّات: (1) أمّا أول وآخر الأمنيات فهي طَلَب (الهداية) لمواطن شَذّ في فِعْلِه؛ فهو يُخَرّب في وطنه رافعاً شِعار الطائفية؛ فَيَا هذا كفى حماقات؛ فنحن في وطن عنوانه المودة والإخاء والصّفَاء. (2) أتمنى أن لا يَسْرق مواطن من صيدلية لأنه لا يملكُ دواءَه أو حليبَ أطفاله؛ (أتمنى أن لا يكون لدينا فَقْر ولا فُقَرَاء)! (3) أتمنى (السّرِيْرَ) لذلك المواطن في المدينة الذي لم يجد سريراً شاغراً في مستشفياتها؛ فاضطر لصناعة (السّرِير) وتقديمه للمستشفى هدية؛ لكيما تُجْرَى له العملية. (4) كما أتمنى (الجَو البارد العَلِيْل) للمواطن الذي اضطر لشراء تكييف مُتَنَقِّل لوالدته القابعة في مستشفى الرّس؛ لأن تبريد المستشفى أمسى في خَبَر كَان لاصَوت له ولا نَفَس! باختصار أتمنى في وطني التأمينَ لكل الحالات الصحية، ونهاية سريعة لطوابير الانتظار والأخطاء الطبية. (5) أتمنى أن لا تَنْقِطِعَ عن مستشفى (محافظة القنفذة) الكهرباء؛ فربما مات بعض مَن هُم في العِنَاية من الأبرياء؛ أتمنى أن نحتفل يوماً بنهاية مسلسل انقطاعات الكهرباء! (6) أتمنى أن يَجَِد( وَايتَ الماء) مُوَاطنٌ في جدّة؛أتعبته ساعات الانتظار؛ أتمنى أن يصل الماء دون انقطاع لكل البيوت كالأنهار. أراد المواطن مواصلة سَرد أمنياته في هذا العِيْد؛ ولكني أخبرته بأن مساحة اليوم قد أبَت، وعليه أن يؤجّل بقية أمنياته ليوم الثلاثاء؛ وقبل وداعِه ذكرته بأنّ أهَمّ الأمنيات أن تكشِفَ (نَزَاهَةُ) الفَسَادَ وتَسحقه؛ فالفَسَاد هو (أبو الخَبَائِث) وعَمّهَا!! تويتر : @aaljamili [email protected] [email protected]