يبدو أن النحس يلاحق مشروع نفق وكوبري تقاطع السبعين مع التحلية حيث تأجل موعد إنجاز المشروع للمرة الرابعة ففي 1429/8/26 ه بدأ العمل في تنفيذه بمبلغ تجاوز 137 مليون ريال وحددت مدة التنفيذ ب 24 شهرا. وواجهت المشروع منذ بدايته بعض العوائق تمثلت في تأخر الحصول على تصاريح إدارة المرور فيما يتعلق بتنفيذ التحويلات المرورية نظرًا لأهمية التقاطع مروريًا، وتبين أنه بعد مباشرة المقاول اعمال الحفر اكتشف وجود خط وقود تابع للمؤسسة العامة لتحلية المياه يمر مساره داخل حرم النفق ولم يكن موجودًا ضمن مخططات عقد المشروع. وعلى ذلك تم إصدار أمر إيقاف المشروع كليًا اعتبارًا من تاريخ 1429/11/3 ه ريثما تنتهي الأمانة بالتنسيق مع الجهات المعنية لنقل مسار الخط وإلى أن تم اتخاذ قرار بالإبقاء على الخط في مكانه وإزاحة المحور الطولي للنفق وتقليل عرض النفق دون التأثير على عدد المسارات حسب التصميم الأساسي. واستلزم ذلك إعادة التصميم والتخطيط الإنشائي للجسر والنفق وبعد الانتهاء منه تم استئناف العمل في 1430/3/9 ه، ثم اثناء تنفيذ أعمال العزل المائي (المكون من طبقتين من غشاء عازل بيتوميني) للأساسات والجدران الاستنادية للنفق حدث حريق ناتج عن تسرب مواد بترولية تسربت الى النفق من احدى محطات الوقود المجاورة للنفق وعلى الفور توقف العمل تمامًا بالنفق وبالتالي في المشروع كاملًا. كلاكيت ثالث مرة وتوقف العمل للمرة الثالثة بعدما ادى تسرب المواد البترولية إلى تحلل طبقة العزل المائي والذى نتج عنه تسرب المياه الجوفية إلى النفق مما يشكل خطورة على الخرسانة المسلحة وحديد التسليح للنفق. وعليه تم إصدار أمر إيقاف جزئي بتاريخ 1432/3/5 ه ومن ثم إيقاف كلي للعمل في المشروع بتاريخ 1432/3/12 ه وكذا إيقاف محطة الوقود التي كانت سببًا في تسرب المواد البترولية وتشكيل لجنة من الأمانة والدفاع المدني وهيئة الأرصاد وحماية البيئة للوقوف على الطبيعة والتأكد من إصلاح أسباب التسرب وعدم تكرارها مستقبلًا. كما قامت الأمانة بالاستعانة ببعض الشركات المتخصصة والمختبرات المحايدة لمعرفة مدى تأثير تسرب المواد البترولية على السلامة العامة وسلامة المنشأ، مع إيجاد الحلول الفنية الملائمة للتغلب على المشكلة حاليًا ومستقبلًا، حيث تمت الموافقة على إزالة طبقات العزل المائي الذي تم تنفيذه وتركيب طبقة HDPE والتي تتميز بمقاومتها للمواد البترولية وبالتالي حماية النفق من أية تسربات مجددًا. ومع بداية شهر رمضان المنصرم 1433ه تم استئناف العمل في المشروع بعد صدور قرار من صاحب السمو الملكي الأمير الدكتور منصور بن متعب وزير الشؤون البلدية والقروية الماضي باستئناف العمل في النفق وطلب من المقاول تقديم جدول زمني للامانة لانجاز الاعمال المتبقية من المشروع وكان من المقرر افتتاح جسر المشروع خلال 15 يوما ولكن توقف المشروع للمرة الرابعة بعد انهيار الجسر وتأجل الموعد الى اجل غير مسمى. وقال المواطن احمد بن مسافر: "وصلتني رسالة عبر الوتسأب تفيد بانهيار جسر مشروع تقاطع التحلية مع السبعين.. وبصراحة لم اصدق الرسالة ولكن تأكد بعد مروري على المشروع اغلاق الطريق اسفل الجسر من الناحية الجنوبية من قبل الجهات الأمنية بجانب وجود عدد كبير من السيارات وحركة غير طبيعية في المشروع.. وعندما سألت عن ذلك: كانت الاجابة انهيار اجزاء الجسر". ومن جهته اوضح المهندس ابراهيم كتبخانه وكيل الامين للتعمير والمشروعات بامانة جدة أن الجسر يتكون من 20 قطعة مسبقة الصنع يتم تركيبها وربطها ببعضها البعض، واشار الى أن ما حدث انهيار السقالة التي تحمل القطعة 19 قبل ربطها بالقطع 18 التي تم تركيبها وتزن كل واحدة منها حوالى 88 طنا بعرض 30 مترا. وذكر أن صب القطعة البديلة يستغرق 30 يوما مما يعني تأخر افتتاح الجسر والذي كان من المقرر افتتاحه في منتصف شهر شوال المقبل. واشار الى ان امين جدة وجه فور حدوث الانهيار بتشكيل لجنة فنية للتحقيق ولوضع الحلول اللازمة لمعالجة آثار انهيار السقالة الخاصة بحمل القطعة (الكمرة) رقم 19 من الجسر.