هنا مكةالمكرمة، هنا مهبط الوحي، هنا أم القرى، هنا قبلة المسلمين، هنا مهوى الأفئدة، وفي ليلة مباركة، ليلة فاضلة، إنها ليلة السابع والعشرين من شهر رمضان المعظم للعام 1433ه من الهجرة النبوية المباركة، هنا اقترنت قدسية الزمان بقدسية المكان وبجوار الكعبة المشرفة يخاطب ملك الإنسانية الملك الصالح ملك الإصلاح خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود يخاطب العالم في افتتاح الدورة الاستثنائية الرابعة لقمة مؤتمر التضامن الإسلامي. «أستحلفكم بالله أن تنصروا الحق والعدل» «استحلفكم بالله جل جلاله أن نكون جديرين بتحمل المسؤولية» إنها حقاً مسؤولية عظيمة تجاه التاريخ وأمام البشرية جمعاء. ويضيف حفظه الله واصفاً العلاج لمشاكل أمته (إن قمنا بالعدل هزمنا الظلم وإن انتصرنا للوسطية قهرنا الغلو) مؤكداً أن (تضامننا ووحدتنا واعتدالنا حل أمثل لكل مشاكلنا). كلمات من قلب قائد مؤمن صادق ملمٍّ بأحداث أمته مهمومٌ بأوجاعها، شخّص فيها الداء ووصف العلاج الناجع ووضع القادة والزعماء أمام مسؤوليتهم التاريخية وهم في بيت الله الحرام أطهر بقعة على وجه الأرض وفي أشرف الأزمنة، إنه يقول لهم حفظه الله هذه الفرصة أمامكم أيها القادة للوحدة الحقيقة وإيجاد حلول فعّالة لقضايا أمتكم أمة سيد البشر خاتم الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم. إن دعوة خادم الحرمين الشريفين للقمة التاريخية وكلماته القلبية الصادقة في افتتاحها واختتامها ودعوته لإنشاء مركز عالمي لحوار المذاهب يكون مقره الرياض، جاءت منطلقة من واقع الأمة المرير في ملفاتها الساخنة في فلسطين وسوريا ومالي ومسلمي بورما (ميانمار) وغيرها. لذا كانت القمة مبادرة كريمة منه رعاه الله، لنبذ الفرقة والعصبية والتشرذم والمذهبية، ومن غيره يستطيع جمع شتات أمته ومداواة جراحها، فهو حكيم الأمة وكبيرها الحريص على وحدتها، والآخذ بيدها دوماً إلى بر الأمان، إنها قمة محورية سعت لمصالح واقعية لا أحلام وهمية، هي قمة جاءت للمصالحة والمصارحة لا للقاء والمصافحة، حقاً إن رئاسة خادم الحرمين للقمة وقفة صادقة لدرء الفتن والتصدي للمخاطر الجسيمة في مرحلة يشهد خلالها العالم الإسلامي تحولات مفصلية وحاسمة جداً في تاريخ الأمة الإسلامية بل والعالم أجمع. لقد وضع خادم الحرمين الشريفين ثقله كله وراء قمة مكةالمكرمة لإنجاز التضامن الإسلامي، تلك القمة الاستثنائية في زمانها ومكانها وتحدياتها، وقد أراد الله لها النجاح بقيادة استثنائية أيضاً، هي قيادة متميزة قيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز. ومن المؤكد تاريخياً وبالوقائع والشواهد والأدلة حرص قيادة المملكة العربية السعودية على وحدة الأمة الإسلامية وتضامنها منذ عهد مؤسس هذا الكيان الكبير الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل آل سعود طيب الله ثراه مروراً بعهود أبنائه البررة من بعده ملوك آل سعود وحتى العهد الزاهر الميمون للملك عبدالله حفظه الله ورعاه. هذه قمّة ليلة القَدْرِ قد انتهت وصفحاتها قد انطوت، ودخلت تاريخ الإنسانية من أوسع الأبواب، ولكن قَدَرُ هذه الأمة العظيمة أمة الإسلام معلق بتنفيذ قادتها وزعمائها لما اتفقوا عليه وتغليب مصلحة شعوبهم على المصالح الضيقة والأهواء الشخصية. وفق الله القادة لتحقيق تطلعات شعوبهم في السلام ونشر الحق وبسط العدل وطلب الخير للجميع. *رسالة:- كل عام والإنسانية جمعاء تنعم بالسلام وتعيش في أمن وأمان. ومن العايدين. [email protected]