افتتح خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود ، في قصر الصفا بجوار بيت الله الحرام في الساعة الحادية عشرة ليلا بتوقيت مكةالمكرمة ، أعمال الدورة الاستثنائية الرابعة لمنظمة التعاون الإسلامي بحضور إخوانه أصحاب الجلالة والفخامة والسمو والدولة قادة ورؤساء وفود الدول الإسلامية ال 57 الأعضاء تحت عنوان «التضامن» الإسلامي والتي كان دعا إليها حفظه الله في أوائل شهر رمضان المبارك على وقع تطورات الأحداث الدامية في سوريا، وتختتم اليوم الأربعاء . واقترح خادم الحرمين الشريفين في كلمته الافتتاحية «تأسيس مركز للحوار بين المذاهب الإسلامية للوصول الى كلمة سواء، ويكون مقره في الرياض ويعين أعضاؤه من مؤتمر القمة الإسلامية وباقتراح من الأمانة العامة والمجلس الوزاري» لمنظمة التعاون الإسلامي. ودعا الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود العالم الإسلامي إلى "التضامن والتسامح والاعتدال .. ونبذ التفرقة .. ومحاربة الغلو والفتن" مشيرا الى أن "الأمة الاسلامية تعيش اليوم حالة من الفتن والتفرق التي بسببها تسيل دماء ابنائها في هذا الشهر المبارك الكريم في أرجاء كثيرة من العالم الإسلامي". وأكد حفظه الله أن "الحل الأمثل لكل ما ذكرت لا يكون إلا بالتضامن والتسامح والاعتدال والوقوف صفا واحدا أمام كل من يحاول المساس بديننا ووحدتنا ... فان أقمنا العدل هزمنا الظلم، وان انتصرنا للوسطية قهرنا الغلو، وان نبذنا التفرقة حفظنا وحدتنا وقوتنا وعزمنا". افتتحت قمة التضامن بتلاوة آيات من الذكر الحكيم ثم ألقى خادم الحرمين الشريفين كلمته بهذه المناسبة الكريمة تلاها كلمة رئيس جمهورية السنغال رئيسة الدورة العادية لمنظمة التعاون الاسلامي ثم كلمة أمينها العام أكمل الدين إحسان أوغلي الذي أعلن عن صدور تعليمات خادم الحرمين الشريفين ببناء مقر الأمانة العامة هدية منه إلى الأمة الإسلامية. الملك: دماء المسلمين تسيل بسبب الفتن والتفرق في الأمة بعدها أغلق خادم الحرمين الشريفين الجلسة داعيا الوفود الإعلامية لمغادرة قاعة الاجتماع وذلك نحو الساعة الثانية عشرة منتصف ليل مكةالمكرمة. ويتصدر الملف السوري رأس جدول أعمال القمة إضافة لملف القدس التي تتعرض للتهويد، وقضية معاناة المسلمين في ميانمار (بورما سابقا) وقال الرئيس السنغالي في كلمته: إن الخسائر البشرية في سوريا تتحدث عن نفسها ونريد أن نقف الى جانب الشعب، وبينما نحن مطالبون بإنهاء الأزمات في ميانمار ومناطق مختلفة من العالم ، لا ينبغي لأية عقبات أن تحول بيننا .. ومهما بلغت الصعوبات الكبيرة يجب أن نقف صفا واحدا. وأضاف: نريد حلا لأزماتنا الكبيرة .. في ميانمار وفي فلسطين التي نتضامن مع مطالبها المحقة وأن تكون القدس عاصمة لها. وأعرب رئيس الدورة العادية عن شكره لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز لجمعه الأمة الاسلامية. وأشار الى قضية الفقر في العالم الاسلامي وقال "ومتأسف أن أخبركم بأن الوضع لازال على حاله" رغم الأموال الطائلة التي أنفقت لشراء الغذاء، أطالب الأغنياء بدعم الدول الفقيرة، موجها التحية "للدول التي تقوم معنا بحل مشاكل التنمية" في البلدان الإسلامية. وقال "تحت عنوان التكامل يجب أن نوسع معنى التضامن". من جهته، أشار أمين منظمة التعاون الإسلامي إلى أن القمة تعقد في مهبط الوحي وفي أطهر بقاع الأرض وفي أصعب الأوقات التي تمر على الأمة الاسلامية، واستشهد بقول خادم الحرمين الشريفين حفظه الله أننا نتطلع إلى أمة اسلامية موحدة بمؤسسات فاعلة تعيد للأمة الاسلامية وضعها الطبيعي في سياق الحضارات. وقال :إن يقظة الشعوب وتطلعها إلى الحياة الكريمة والحكم الرشيد الذي تكون فيه مصلحة الشعوب هي العليا، قد غير موازين القوى ونجم عنه حراك غير معهود، مضيفا أن مطالب الشعوب ينبغي أن تكون مقصد الحكم وأن يكون الحوار هو أسلوب العمل في الدول الإسلامية. وقال "بنظرة فاحصة لمجريات الأمور في سجل اليقظات في العالم بدءا من ثورة الشعب القرغيزي .. ثم البلاد العربية .. لهو خير دليل على مصداقية هذه الحكمة". وقال أوغلي "إننا أمام لحظة صدق أمام الله والتاريخ لننهض بالمسؤولية التاريخية .. ولا يمكن لعالمنا الاسلامي أن يستمر في نهجه الحالي بل يجب أن يكون أحد رواد هذا العصر ممتلكا مقومات الكفاية لا سيما وأن المسلمين يشكلون ربع سكان العالم بخيرات" لا تحصى. وفي ختام كلمته ، قال "انطلاقا من حرص خادم الحرمين الشريفين على أن يؤسس لعالم مشترك قائم على التضامن الاسلامي فمن الواجب أن ننتقل من التوصيات الى حيز التنفيذ"، معلنا عن "بشارتين وهما: توقيع الأمانة العامة لمنظمة التعاون الاسلامي مع وزارة الخارجية بالمملكة العربية السعودية وثيقة اتفاقية المقر. وصدور توجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز لبناء المقر هدية منه إلى الأمة الاسلامية". وأعرب أوغلي عن بالغ الشكر والامتنان لخادم الحرمين الشريفين على هذه الهدية السامية. وبعد كلمة الأمين العام ، أعلن خادم الحرمين الشريفين رئيس الاجتماع تحويل الجلسة إلى جلسة مغلقة "وأشكر الأخوة المدعوين وأدعوهم لمغادرة القاعة". وكان الاجتماع الوزاري التحضيري للقمة مساء الاثنين أوصى بتعليق عضوية سوريا في المنظمة، وتكتسب القمة رمزية دينية بانعقادها في أطهر بقاع الأرض وفي أعظم ليالي شهر رمضان المبارك وقد تصادف القمة ليلة القدر.
كلمة خادم الحرمين الشريفين بسم الله الرحمن الرحيم ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه أجمعين، أيها الإخوة الكرام، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. من جوار بيت الله ، وأرض الرسالة الإسلامية الخالدة ، يُسعدني أن أرحب بكم في وطنكم الثاني المملكة العربية السعودية. سائلاً الله - جل جلاله - في هذه الليالي المباركة أن يُوفقنا على فهم أمور أمتنا الإسلامية ، وأسباب ما حصل لها من ضعف وتفرق ، الأمر الذي انعكس على تماسكها ووحدتها. أيها الإخوة الكرام: إن الأمة الإسلامية تعيش اليوم حالة من الفتنة والتفرق ، والتي بسببها تسيل دماء أبنائها في هذا الشهر الكريم في أرجاء كثيرة من عالمنا الإسلامي ، متناسين قول الحق تعالى : (الفتنة أشد من القتل). أيها الإخوة الكرام: إن الحل الأمثل لكل ما ذكرت لا يكون إلا بالتضامن ، والتسامح ، والاعتدال ، والوقوف صفاً واحداً أمام كل من يحاول المساس بديننا ووحدتنا. وبهذا يمكن لنا - إن شاء الله - أن نحفظ لأمتنا الإسلامية ، تاريخها وكرامتها وعزتها ، في زمن لا يعترف إلا بالأقوياء. فإن أقمنا العدل هزمنا الظلم ، وإن انتصرنا للوسطية قهرنا الغلو ، وإن نبذنا التفرق حفظنا وحدتنا وقوتنا وعزمنا - إن شاء الله -. أيها الإخوة الكرام: استحلفكم بالله - جل جلاله - أن نكون على قدر المسؤولية ، وأن نكون جديرين بحملها ، وأن ننصر الحق ، مستدركين قول الحق تعالى : ( إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم). ومن هذا المنطلق أقترح عليكم تأسيس مركز للحوار بين المذاهب الإسلامية ، للوصول إلى كلمة سواء ، يكون مقره مدينة الرياض ، ويُعين أعضاؤه من مؤتمر القمة الإسلامي ، وباقتراح من الأمانة العامة والمجلس الوزاري. هذا وأسأل الله تعالى أن يثبتنا على ديننا ، وأن يحفظ لهذه الأمة وحدتها ومجدها. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
لقطات نحو الساعة ال 10.30 وصل خادم الحرمين الشريفين صالة انعقاد القمة في قصر الصفا لاستقبال القادة خادم الحرمين الشريفين يستقبل المشاركين في القمة الاستثنائية جلس بجوار خادم الحرمين الشريفين على يساره الرئيس الايراني محمود أحمدي نجاد جلس بجوار الملك عبدالله بن عبدالعزيز على يمينه أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني ثم عاهل البحرين الملك حمد بن عيسى آل خليفة ثم عاهل الأردن الملك عبدالله الثاني بن الحسين. في الساعة الحادية عشرة اصطف القادة لالتقاط صور تذكارية ثم توجهوا الى مقاعدهم المخصصة للوفود في صالة الاجتماعات بقصر الصفا في المنصة الرئيسة، جلس خادم الحرمين الشريفين وخلفه لوحة من القماش مطرزة بالأذكار الشريفة. في الساعة ال 12 منتصف الليل بتوقيت مكةالمكرمة، أغلق خادم الحرمين الشريفين الجلسة الافتتاحية. كان نشاط الإعلاميين لا يتوقف لمعرفة ما قد يتسرب من أنباء لحظة بلحظة خلال الليل.