رحب مدير عام المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم الدكتور محمد العزيز بن عاشور بدعوة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز لعقد مؤتمر التضامن الإسلامي الاستثنائي في مكةالمكرمة والذي بدأ أمس ويستمر إلى اليوم. وقال الدكتور بن عاشور إن هذا المؤتمر يأتي في نطاق استحضار خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز لروح التضامن وواجب السعي لتوحيد الصف في كنف قيم الدين الإسلامي الحنيف ولدرء الفرقة والفتنة والصراع بين المسلمين. وأضاف: إن واقع العصر الذي يملي ترابط المصالح على امتداد المعمورة بين سائر الأمم والشعوب حري بأن يحضّ الشعوب الإسلامية كافة على توطيد عرى التضامن والتساند وتكامل الجهود فيما بينها لما فيه خير ومناعة وتقدم مجتمعات العالم الإسلامي بأسره، ومن هذا المنظور وعلى هذا الأساس كان إنشاء منظمة المؤتمر الإسلامي التي أضحت اليوم تدعى منظمة التعاون الإسلامي، وقد أوكل لهذه المنظمة العتيدة خدمة شعوب الأمة الإسلامية في شتى المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والمعرفية، وهي تعمل للذود عن مصالحها وتأمين أسباب الرقي لها في كنف الأمن والاستقرار، والمنظمة تعقد تباعًا مؤتمرات بهذا الغرض وللمملكة العربية السعودية الفضل في احتضان مقر المنظمة وبذل الدعم المستمر والرعاية الموصولة لها، ولا شك أن ما يستجد من أوضاع مؤلمة في أرجاء العالم الإسلامي تدعو بالضرورة لعقد مؤتمرات استثنائية لمنظمة التعاون الإسلامية، قصد مواجهة تحدياتها وتداعياتها. وأكد الدكتور محمد العزيز بن عاشور أن شعوب العالم الإسلامي هي حاضرًا في أحوج ما تكون إلى العمل من أجل توطيد أواصر التآخي والتكاتف فيما بينها حتى تكون كالبنيان المرصوص تساهم في تقوية بعضها البعض ولتكون قادرة على حل الأزمات الكبرى التي تحصل داخلها، ولأجل ترسيخ السلم والوئام والتساند والتضامن في وجدان الأفراد والمجتمعات الإسلامية من أجل تحقيق أمن الإنسان المسلم والشعوب الإسلامية وخدمة رقيها المطرد في كنف الكرامة والعزة، والشعوب الإسلامية مدعوة بأن تستخلص العبر والدروس من المحن والحروب والصراعات التي عاشتها أمم وشعوب الأرض الأخرى والتي توجهت منذ أواسط القرن المنقضي إلى الانتظام في تكتلات وتجمعات كبرى أصبح لها ثقلها ووزنها في تبادل المصالح وحفظها، وان استمرار واقع التشتت والصراع داخل شعوب العالم الإسلامي ليس من شأنه إلا أن ينعكس بأوخم العواقب على حاضر الأمة الإسلامية ومستقبلها ويجعل مصالحها في مهب الريح والأطماع ومحل استغلال من طرف الكتل الكبرى الأخرى في عالم اليوم.