عتاب بن أسيد القرشي الأموي ، يكنى أبا عبدالرحمن ، وأمه زينب بنت عمرو القرشية الأموية. أسلم يوم فتح مكة واستعمله النبي صلى الله عليه و سلم على مكة بعد الفتح لما سار إلى حنين وقال له : ( أتدري إلى أين أبعثك ؟ إلى أهل الله و هم أهل مكة). فكان رضي الله عنه شديداً على المريب ليناً على المؤمنين ، وكان رجلا خيرا صالحا فاضلا . وكان عمره لما استعمله رسول الله صلى الله عليه و سلم نيفا وعشرين سنة فأقام للناس الحج وهي سنة ثمان من الهجرة و حج المشركون على ما كانوا. ولم يزل عتاب على مكة إلى أن توفي رسول الله صلى الله عليه و سلم وأقره أبو بكر عليها إلى أن مات ، ثم أقره عمر عليها ايضاً. وكان رضي الله عنه زاهداً قنوعاً فقد خطب مرةً في المسجد الحرام وقال للناس : (إني أصبت في عملي الذي استعملني عليه رسول الله صلى الله عليه و سلم بردين كسوتهما غلامي كيسان فلا يقولن أحدكم : أخذ مني عتاب كذا ! وقد رزقني رسول الله صلى الله عليه و سلم كل يوم درهمين فلا أشبع الله بطنا لا يشبعه كل يوم درهمان !). ولما ارتدت العرب بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم أرسل أبو بكر الصديق رضي الله عنه إلى عتاب بن أسيد أن يجهز بعثا من أهل مكة لقتال أهل الردة فجهز عتاب خمسمائة فارس وأمّر عليهم أخاه خالد بن عتاب بن أسيد. استمر عتاب رضي الله عنه في ولايته على مكة أيام أبي بكر ثم أيام عمر إلى أن توفي سنة (22ه) في خلافة الفاروق رضوان الله عليهم أجمعين.