يقول الدكتور شاه رستم شاه إن مدينة بخاري هي إحدى مدن بلاد ما وراء النهر، وتقع في آسيا الوسطى في جمهورية أوزبكستان، وتعد خامس أكبر مدن أوزباكستان، تميزت بعمارتها الباهرة وبساتينها الوافرة وفواكهها الطيبة، وقد صنفت اليونسكو المدينة القديمة بما فيها من المساجد والمدارس الإسلامية وهندستها المعمارية القديمة كأحد مواقع التراث العالمي. احتفلت مدينة المساجد والمآذن بصفة رسمية على مرور (2500) سنة لإنشائها في عام 1997. مدينة بخارى من أقدم المدن في المنطقة فهي قديمة من قبل الميلاد فقد وجدت في عهد الدولة الأَكْمِينِيَّة الإيرانية (330 - 553 ق م) ثم استولى عليها الإسكندر الأكبر، ثم بعد ذلك صارت بخارى تابعة لدولة الباختريين، ثم حكمها الأتراك بعد القرن السادس الميلادي. تعد بوابة الفتوحات الإسلامية إلى آسيا المركزية ومن ثم إلى الصين وروسيا، فتحت بخارى على يد القائد المسلم قتيبة بن مسلم الباهلي عندما فتح بلاد ما وراء النهر، فسار إليها وتمكن من فتحها سنة (90ه )؛ فعمل قتيبة بن مسلم على توطيد أقدام المسلمين فيها، وبنى بها مسجداً ودعا أهلها إلى الإسلام، ومنذ ذلك الحين أصبحت بخارى تابعة للخلافة الإسلامية. ثم استولى عليها جنكيز خان فخرّب بها وهدم كثيراً من صروحها الحضارية، وأحرق مكتبتها، ثم استولى عليها تيمورلنك، وظلت على حالها حتى أعاد حكام الأوزبك بناءها وجعلوها عاصمة لدولتهم، ثم صارت تحت حكم الخانات وكانت عاصمة لخانية بخارى، وظلت تحت حكمهم حتى استولى عليها الروس عام )1918 م)، وحين قام النظام الشيوعي في روسيا صارت ضمن جمهوريات الاتحاد السوفيتي السابق حتى انهياره عام (1991م) ومن ثم صارت إحدى مدن جمهورية أوزبكستان المستقلة. يوجد في بخارى إلى الآن أكثر من (140) أثرا معمارياً من أشهرها: قصر أرك، ومجمع لبي حوض، والمدرسة العربية التي بنيت في القرن السادس عشر ميلادي على يد أحد الأمراء العرب القادمين من اليمن، وقُبة السامانيين، ومسجد نمازكاه الذي شيد في القرن السادس الهجري، ومجمع باي كلان مع منارته المشهورة، ومسجد بلند، ومسجد جار بكر. وينسب إلى بخارى خلق كثير من أئمة المسلمين في فنون شتى منهم إمام أهل الحديث أبو عبدالله محمد بن إسماعيل صاحب الصحيح وغيره كثير. والزمخشري، وابن سينا البلخي، والشاعر عمر الخيام. ومن أشهر الأطعمة الرمضانية: المرق البخاري والكباب الغجدواني والرغيف البخاري.