الزائر لأي بلد في العالم يعنيه فيها المعالم الحضارية: مطاراتها ومستشفياتها، فهي من الأهمية بمكان؛ فالمطار يواجه الزائر حين القدوم، ولذا من المتحتم على القائمين على المطارات في العالم أن يجعلوا تلك المنشآت عاكسة لمستوى التقدم التي تعيشه بلادهم وتوحي للقادم إليها بالتطور الذي تشهده. وكذا الحال بالنسبة للمستشفيات فعند التعرض لعارض صحي يلزمه مراجعتها ويفترض أن تكون في وضع حضاري يعطي انطباعا مريحا، من حيث روعة تصميم المنشأة ذاتها والطاقم الذي يقدّم الخدمة له وبقية الخدمات المساندة من أقسام للأشعة والمختبرات وغيرها بحيث تترك في ذاكرة المراجع ذكرى محببة. سقت هذه المقدمة للحديث عن المستشفى الوحيد في المنطقة المركزية في المدينةالمنورة وهو مستشفى الأنصار، والذي لا يمثل أبدا ما وصلت إليه بلادنا من نهضة عمرانية ولا يعكس إطلاقا التقدم الذي بلغناه في المجال الصحي، فالمبنى متهالك وصغير الحجم تفصل بين أسرّته ستائر مخجلة، ولا توجد حوله مواقف للسيارات، وقد صمم أساسا لوقاية الحاج من ضربات الشمس ثم بعد ذلك تم تحويله لمستشفى عام! واللافت أنه قبل فترة وجيزة تم توقيع تعويضات إزالة المباني حوله وبمساحة تقدر بعشرة آلاف متر مربع، وكان ذلك بحضور سمو أمير المنطقة ومعالي وزير المالية في هيئة تطوير المدينة، لكن الأمر لم يأخذ المنحى المطلوب حتى الآن من قِبَل وزارة الصحة، وبقي الزوار في معاناة فضلا عن الأهالي الذين يحتاجون لخدمة هذا المستشفى وخصوصا الأحياء المكتظة بالسكان حوله؛ إذ لا يوجد أي مستشفى حكومي في شرق المدينة! وقد أزيل قريبا مستشفى أجياد بمكة المكرمة المجاور للحرم المكي فكان أن تم إنشاؤه بشكل سريع، ولفت الأنظار تكوينه الجديد، ويرجى أن يتم تطبيق ذلك على مستشفى الأنصار ليمثّل واجهة حضارية كونه الوحيد في المنطقة المركزية المحيطة بالمسجد النبوي الشريف. وتفيد المعلومات بأن مستشفى الأنصار سيكون 12 طابقا وسيسهم هذا في استيعاب عدد أكبر من المرضى بحيث يتم علاجهم دون الحاجة لتحويلهم للمستشفيات الكبرى بالمدينة والتي تئن من العبء الكبير الذي يأتيها مرضى المدينة بل المحافظات والمراكز، بسبب الحوادث المتكررة وقوائم الانتظار التي بلغت أرقاما بعيدة الأمد تصل إلى أكثر من عام وإنشاء مستشفى سيكون له إسهام كبير في تقليص ذلك! إن الحديث عن الوضع الصحي حديث مؤلم؛ فالصحة تحظى بدعم كبير من القيادة وتستحوذ على جزء كبير من الميزانية ومع ذلك فهي لا ترقى لمستوى الطموح ولا تحقق الأمل المنشود لدى المريض؛ زحام شديد ومواعيد طويلة الأمد أجهزة تئن من كثرة ما تتحمله من أعباء ولذلك تجدها دائما تتعطل، قلة الأسرّة وانعدامها في كثير من الأحيان، عدم وجود مستشفيات تخصصية في كل مدينة، التحويل لخارج المدن، عدم تطبيق التأمين الصحي على جميع المواطنين... إلى غير ذلك من المعاناة التي يحملها المواطن بقلبه فيعيش حالة من التخوف المستمر ويعانيها بجوارحه. وهذا نداء لوزارة الصحة أن تُعجِّل بإزالة مستشفى الأنصار في المدينةالمنورة وإعادة بنائه بأسرع وقت ممكن للأهمية المذكورة آنفا، فهل تحظى المدينةالمنورة وزوارها باستجابة؟! [email protected] [email protected]