نجح سند بن عبدالرحمن المغامسي المهتم بتراث المدينةالمنورة في تصميم متحف للتراث الشعبي بناه بالحجارة وغطى أسقفه بالخشب بعد جمع مقتنيات أثرية كالمخطوطات والكتب والوثائق والأسلحة القديمة والحلي والملابس والفوانيس والقناديل العتيقة وكأنه يعيد مشهدًا من حياة الأجداد، ويقدم للناس معلمًا سياحيًا ثريًا يضاف إلى المتاحف. «المدينة» زارت المتحف والتقت صاحبه للتعرف على محتوياته ومنها ثوب المرودن الذي يرتديه الرجال في الماضي وحلي نساء منطقة المدينةالمنورة وبعض الأواني والمقتنيات المنزلية قديما. وأشار المغامسي إلى أنه قام بجمع بعض المقتنيات والموجودات الأثرية المحتفظ بها منذ مئات السنين بالإضافة إلى بعض المقتنيات التي قام بشراء بعضها وتجهيزها، وأكد حرصه وتركيزه على جمع القطع الأثرية برغم امتلاكه للكثير من الملابس والحلي النسائية والأدوات والأواني والعملات القديمة لما يحتويه المتحف من قيمة تراثية. ثوب المرودن.. والحلي النسائية ويقول المغامسي عن ثوب (المرودن): إنه عبارة عن ثوب ابيض مميز بكسرات عريضة يلبس عليه المذخر الذي يوضع فيه الملح والمعم والشرقية وتحزم في الوسط أو توضع على الكتف أو الرأس كما يضع (الحسكل) وهي عبارة عن محفظة للنقود وكذلك الجنابي لمن يرغب في وضعها قديما ويلبس الرجل ثوب المرودن في المناسبات كالأعياد وفي الأفراح عند لعب الزير. أما بالنسبة للحلي النسائية قديما فيأتي في المقدمة الختمة وهي قطعة مصكوكة من الفضة يضعها كبار النساء حول الرقبة وهي قطعة من الفضة بنقوش مختلفة وأشكال وأحجام متعددة إضافة إلى المشنق والذي يلف حول الرقبة كذلك الهلال وحزام الخصر إضافة إلى حلي نسائية لبة الشاي للبنات وسوار الدملج ويوضع أعلى العضد والسعفة وهي عبارة عن اسورة طويلة مصنوعة من الفضة توضع على المعصم كما يحرص نساء الماضي على لبس البرقع بألوانه ونقوشه المختلفة منها ماهو للبنات ومنها ماهو للنساء الكبيرات، إضافة إلى صناديق الخشب والتي توضع فيها ملابس العروسة في الماضي. وأوضح أن الكثير من أهل المدينةالمنورة أمتهن منذ القدم حرفا يدوية متنوعة أنتجت على مر الزمن ما يسد حاجة المنطقة من الأدوات والأواني حيث كان حرفيو المهن بالمنطقة يعتمدون على ما يستطيعون تأمينه من المواد الأولية الموجودة في المدينة وضواحيها. ومن تلك المهن التي عرفتها المدينة صناعة الفخار من الطين الذي يجلب من وادي العاقول ويصنع منه «الأزيار» والدوارق بأشكال وأحجام مختلفة، كما انتشرت مهنة الصياغة للحلي والمعادن النفيسة وكان لكل مهنة شيخ يعين باختيارهم باعتباره كبير الحرفيين والمرجع في مهنته. وأوضح أن حرفا كثيرة منها الخرازة والنحاسة والخياطة والصباغة والحدادة بجانب بعض الصناعات المنزلية التي تحيكها أيدي النساء كغزل الصوف وصناعة السلال والحصير.