لم يجد خالد حسن قبوري وسيلة لتلبية نهمه بالتراثيات إلا بإنشاء متحف مصغر في منزله يعرض فيه حصيلة هواية بدأت منذ 35 عاما دأب خلالها على جمع كل المقتنيات القديمة تارة بالشراء وتارة عن طريق الإهداء. ويأمل أن تمكنه ظروفه من إعداد متحف بمواصفات معينة يتسع لكل هذا الكم الهائل من المقتنيات المهمة الضاربة في القدم والتي تعكس أشكالا من الصناعات والمنتجات المختلفة وغيرها. وقال قبوري ل«شمس» إنه كان ميالا لاقتناء الأجهزة الإلكترونية القديمة وكانت أول قطعة امتلكها هي مشغل أسطوانات «فونوجراف» من نوع «هز ماستر» وثمنها 40 ريالا قديما «نحو ألفي ريال حديثا» وكانت تعبأ من الجانب كتعبئة جرس الساعة قديما، وكذلك راديو فيلبس كامل «أبو شوكة» وثمنه قديما 100 ريال «1500 ريال حديثا». وأضاف أن متحفه يضم ماكينة لعمل الدندرمة «الآيس كريم» وهي عبارة عن برميل من الخشب وبداخله يوضع إناء من النحاس يشبه الثلاجة وعليها غطاء وتوضع فوقه ماكينة تشبه ماكينة فرم اللحم ويوضع ما بين الإناء والخشب قطع ثلج وملح وتغطى بالخيش لأجل حفظ الثلج من الذوبان. أما أغلى قطعة اقتناها قبوري فهي ساعة من الذهب مصور عليها الملك عبدالعزيز، رحمه الله، وتبلغ قيمتها الآن ما بين 50 إلى 60 ألفا، لكنه فقدها خلال عملية نقل سكنه من السليمانية للشرائع. كما يمتلك قطعا أخرى نادرة مثل مكواة الغاز وراديو لمبات صغير جدا «5 سم × 10سم». وعن طريقة جمعه لمقتنيات متحفه أشار إلى أن الأمر كلفه الكثير من الوقت والجهد والمال، فعشقه للقديم دفعه للتنقل في معظم أجزاء المملكة للبحث عنها خاصة في حراج العصر الموجود في كل من مكة والمدينة والطائف. كما أن بعض المقتنيات وصلته هدايا أو عن طريق طلبها من الخارج. واعتبر قبوري أن المتاحف هي مرآة لأصالة الماضي وتصور كيف كانت تعيش المجتمعات القديمة وتعبر عن تقديرنا لتلك المراحل الزمنية. كما أن لها أثرا في نفس الإنسان فهي تكاد تنقله إلى تلك الأزمان وتجعله يعايشها. وأشار إلى اهتمام كثير من الدول الأجنبية بهذا الجانب: «لديهم ولع قوي بجمع التراث والاطلاع عليه ويبدو ذلك جليا من خلال السياح الذين يفدون إلى مصر واليمن من أجل الاطلاع على المقتنيات الأثرية وشرائها بأغلى الأثمان وضمها لمقتنياتهم». وأوضح أن عدم الاهتمام بجمع التراث على الأقل بين الأفراد له عدة أسباب منها عدم معرفة الكثيرين منهم بالأماكن التي يمكن الحصول منها على تلك المقتنيات القديمة، إضافة إلى ارتفاع أثمانها وعدم وجود مساحات تكفي لتخزينها خاصة أن معظم المهتمين بهذا المجال يستقطعون مساحات من بيوتهم لعرض مقتنياتهم. وعن تأثر أبنائه بهذه الهواية لفت قبوري إلى أن عبدالله وسمر «بالمرحلة الجامعية» مهتمان بها كثيرا ويتوقع أن يكون لهما شأن في هذا المجال مستفيدين من خبرته .