أعلن وسيط الاتحاد الافريقي ثابو مبيكي ليل الجمعة أن السودان وجنوب السودان توافقا على تقاسم عائدات النفط، لافتا الى انه سيتم استئناف انتاج النفط الخام في جنوب السودان. وقال الرئيس الجنوب افريقي السابق اثر اجتماع لمجلس السلم والامن في الاتحاد الافريقي في اديس ابابا ان «الطرفين توافقا على التفاصيل المالية المتعلقة بالنفط، لقد تم الامر»، من دون ان يكشف تفاصيل الاتفاق. واضاف «سيتم ضخ النفط» من دون ان يحدد ايضا موعدا لذلك. وقالت المصادر فى اديس ابابا ان الخرطوم خفضت الرسوم التي كانت تطلبها لعبور نفط دولة الجنوب من اراضيها لتصديره لكنها اشترطت قبل ابرام اي اتفاق ضمان امن الحدود، ويأتي هذا القرار بينما تتزايد الضغط على البلدين الجارين اللذين انتهت مهلة منحها لهم مجلس الامن لتسوية خلافات عديدة بينهما تتعلق خصوصا بالنفط والحدود، تحت طائلة فرض عقوبات عليهما. ويعتمد جنوب السودان، الذي حصل اثر الاستقلال على ثلاثة ارباع الاحتياطات النفطية التي كان يملكها السودان قبل تقسيمه في تموز/يوليو 2011، على انابيب نفط الشمال لتصدير نفطه. لكن البلدين لم يتمكنا من التفاهم على قيمة رسوم العبور ما دفع جوبا الى وقف انتاجها في كانون الثاني لان السودان يقتطع جزءا منها في غياب اتفاق. وحرم جنوب السودان بذلك من 98 بالمئة من عائداته. وكان السودان يطالب ب36 دولارا للبرميل الواحد كرسوم لاستخدام انابيبه. لكن التقرير يفيد ان الرسوم اصبحت 22,20 دولار للبرميل الواحد. ومع ذلك يبقى هذا المبلغ اكبر بكثير مما يقترح الجنوب وهو 7,61 دولارات. وقال تقرير رسمي سوداني ان الجانبين اتفقا على ان تدفع جوبا للخرطوم في اطار «ترتيب مالي انتقالي» 3,028 مليار دولار على مدى 42 شهرا. إلا ان الخرطوم تؤكد في هذه الوثيقة ان اي اتفاق حول النفط مشروط «باتفاق كامل ونهائي» حول الامن لتجاوز العقبات المتعلقة بتنقلات الاشخاص والبضائع والخدمات على الحدود. وحل مشكلة ابيي. واضافة الى المسألة النفطية، ثمة خلافات بين الجانبين على ترسيم حدودهما وعلى وضع المناطق المتنازع عليها، كما يتهم كل بلد الاخر بدعم مجموعات متمردة على اراضيه. والمفاوضات بين السودان وجنوب السودان برعاية الاتحاد الافريقي في اديس ابابا لم تراوح مكانها، حتى ان البلدين تجاوزا مهلة الثاني من اغسطس/ آب التي كان مجلس الامن منحهما اياها لتسوية خلافاتهما تحت طائلة فرض عقوبات. وليل الجمعة، اعلن مبيكي ايضا ان قمة ستعقد في سبتمبر/ ايلول المقبل، بين الرئيس السوداني عمر البشير ونظيره السوداني الجنوبي سلفا كير لبحث وضع منطقة ابيي المتنازع عليها. وقال مبيكي ان «الطرفين توافقا على ان تتم مناقشة قضية الوضع النهائي لابيي في القمة المقبلة للرئيسين». ولكن في مؤشر الى ان التوتر لا يزال مستمرا بين الشمال والجنوب اللذين خاضا عقودا من الحرب الاهلية قبل ان يوقعا اتفاق السلام الشامل العام 2005 الذي مهد للانفصال، اتهم كبير مفاوضي جنوب السودان باقان اموم الخرطوم بالسعي الى تقويض المفاوضات. واتهم اموم الشمال ايضا بمواصلة القصف الجوي للجنوب «في انتهاك كامل لخارطة الطريق» التي وضعها الاتحاد الافريقي.