بعد سيطرة كاملة على مبنى الإذاعة السورية في حلب، انسحب الجيش الحر تكتيكيًا، إثر قصف كثيف بالطائرات الحربية «ميغ». وكانت مدينة حلب السورية قد شهدت تطورات متلاحقة الليلة قبل الماضية، إذ أعلن الجيش الحر أنه بات يسيطرعلى60% من أحياء حلب، موضحًا أنه يتمركز حاليًا في محيط مباني الإذاعة والتلفزيون في حلب بعد انسحابه من داخلها بسبب قصف طائرات النظام. وكان الجيش الحر قد أعلن أن عناصر قوات النظام فرت من المنطقة ولم يبق إلا القناصة على مبنى الإذاعة وهم محاصرون من قبل الجيش الحر. وأفادت شبكة مراسلي المجلس الوطني السوري عن توقف بث القنوات السورية الأرضية الأولى والثانية في مدينة حلب بالتزامن مع سيطرة الجيش الحر على منطقة مبنى الإذاعة والتلفزيون. وقال النقيب حسام أبو محمد الذي شارك في المعارك الدائرة حول مبنى الإذاعة والتلفزيون في حلب: «إن الجيش الحر أجرى انسحابًا تكتيكيًا نظرًا لضراوة القصف من جانب قوات النظام، وافتقاد الجيش الحر للأسلحة النوعية التي تقاوم القصف الجوي العنيف من جانبه، أعلن عبدالجبار العكيدي قائد المجلس العسكري في حلب أن قوات النظام السوري تستعين في معركتها بمقاتلين أجانب من إيران على وجه التحديد. وأكد أبوعبدالله حلبي من المجلس الثوري لحلب وريفها، أن هناك عمليات كر وفر تدور في محيط مبنى الإذاعة والتلفزيون في حلب، حيث اتسعت فيما اتسعت رقعة المعارك بين الجيش الحر وجيش النظام. وتحدثت مصادر بالمعارضة عن معارك عنيفة في عدة مناطق بينها حي صلاح الدين في حلب. وقال ناشط: «تجري حاليًا اشتباكات عنيفة في صلاح الدين وقتل 20 مدنيًا. الحي يتعرض للقصف بالمدفعية وطائرات الهليكوبتر». ميدانيًا أيضًا، أفادت الهيئة العامة للثورة السورية أن اشتباكات عنيفة تدور في منطقة تل شهاب بدرعا لتأمين منشقين عن الحرس الحدودي السوري.كما أشارت الهيئة إلى أن 9 أشخاص من عائلة واحدة قتلوا في قصف لقوات النظام على بلدة سفيرة تحتاني في دير الزور. وفى دمشق قال شاهد عيان ونشطاء إن قوات سورية اجتاحت حي التضامن في جنوبدمشق بعشرات من الدبابات والمركبات المدرعة والجنود في محاولة لاستعادة السيطرة على المعقل الأخير للمعارضة في العاصمة.وقد وصل عدد قتلى الاحتجاجات في سوريا أمس إلى 137 قتيلاً بحسب لجان التنسيق، وفي غضون ذلك، بات الجيش الحر يسيطر على أحياء جديدة في حلب وسط اشتباكات مع قوات النظام في الراموسة وحي الإذاعة وأمام مبنى الهجرة والجوازات.