يتضمن الكتاب بيان أهمية تربية الأطفال على القراءة ، وجذبهم إليها بطرق جميلة ، وما للقراءة من دور بارز في رفع نسبة التحصيل الدراسي والتفوق العلمي ، فدراسة المقررات وحدها لا توصل الطالب إلى حد النبوغ والتميز والإبداع ، ثم بيّن المؤلف أن الدراسات أثبتت بأن مهارة القراءة التي يكتسبها الطفل في الصف الأول الابتدائي هي التي يعود إليها تفوق الطالب في مسيرته العلمية وتحصيله الدراسي ، وعليه فإن القراءة تفتح للطالب الدخول إلى عالم المعرفة والثقافة العليا التي تكسب الطالب الثقة بنفسه لتصبح القراءة لديه من متع الحياة ، بل وتصنع الطموحات العالية في نفس الطفل ، وهنا لابد أن تكون هناك برامج واقعية يخصصها للقراءة بحيث تكون جزءاً من يومه ، والحد من فترات الجلوس أمام التلفاز لئلا ينازع اهتمامه بالقراءة أي صوارف أخرى عن القراءة ، فلا توضع في غرف نومهم بحيث يصعب تقليص ارتباطهم بها ، لابد أن يكون للوالدين دور في صناعة حب القراءة من خلال القصص التي يروونها لأبنائهم ، وأيضاً من خلال ممارسة القراءة بشكل يومي أمام الأبناء ليكونوا قدوة لهم ، وينشروا أرفف الكتب في أنحاء المنزل ، ووضعها أمام أنظارهم بشكل محفز على القراءة ، ووضعهم بعض المحفزات على القراءة والاطلاع ، لجذب الطفل للقراءة ، وكلما كبر الطفل كان لابد من تقليص المحفزات المادية ورفع نسبة المحفزات المعنوية ، ليشعر بأن القراءة أمر مهمّ لنفسه ورفع معرفته وثقافته . لابد من اختيار الكتب عند شرائها للأطفال ، بحيث يتم مراعاة السن والمضمون ، وكلمات تقدم سنّه تنوعت الأساليب ، فيطلب منه الحديث عما قرأ بأسلوبه وعبارته ، ليعتاد على استحضار ما قرأ ، والتعبير عنه ، وأيضاً لينظر هو إلى نفسه هل فهم ما قرأ أم لا ؟. إننا بحاجة إلى إتاحة الوقت الكافي لدى أطفالنا للقراءة ، ودفعهم لممارستها بتهيئة الجو المناسب ، وتركهم دون تلقين ، وفتح المجال أمامهم للقراءة والاطلاع ، وما تقوم به الكثير من رياض الأطفال من تكثيف المواد التعليمية ، ومطالبته بالحفظ والفهم بشكل مباشر يعتبر عبئاً كبيراً على الطفل ، يولد لديه النفور من المدرسة والتعليم عموماً . الكتاب مليء بالقصص والمعلومات المفيدة التي تعين الوالدين على غرس محبة القراءة في نفوس أولادهم ، فهو كتاب مهم في مضمونه رائع في أسلوبه.