تنوعت فنون الإنشاد الديني بشكل كبير في السنوات الأخيرة بطرح موضوعات روحانية كالعشق الإلهي، أو مدح الرسول، وكان الذين يتصدون لهذا الفن من ذوي الأصوات الجميلة الجذابة الذين يعتمدون على الحناجر البشرية مع محدودية تدخل الآلات الموسيقية التي استعاضوا عنها بجمال الصوت والكلمة لكن هناك بعض "الدخلاء" الذين اقتحموا الساحة دون مقومات وهو ما جعل مستوى النشيد يبدو متراجعا. وفي تعليقه على مستوى النشيد، أوضح المدير العام لشبكة بسملة الإنشادية عمر الجنيدي أنه يشعر بالحسرة على وضع الإنشاد الحالي مبينا أنه مازال يدور في دوامة ولا يستطيع الخروج منها، وحذر في ذات الوقت من خطورة المواضيع المكررة للنشيد التي ملها الجمهور. وأشار الجنيدي إلى أن النشيد مازال يحصر نفسه في المديح والمواضيع الدينية المباشرة، وان كان أحيانا يتطرق لمواضيع اجتماعية مرتبطة بالمناسبات السنوية، وهو ما أدى لتراجع الإقبال الجماهيري على النشيد مقارنة بالفنون الأخرى. وطالب الجنيدى القائمين على الإنشاد بتطوير أدائهم الفني وأن تلامس أعمالهم هموم المواطن، منوها أنه أكثر من استطاع أن يلامس هموم الناس في أغانيه هو الفنان المصري الملتزم حمزة نمرة بجانب بعض الفنانين الجدد. وتطرق الجنيدي أيضا لمسألة الكتابة وجودتها، وقال إن هناك صنفا وضع نفسه في قوالب جامدة كالمديح ويغني منذ سنوات بنفس الكلمات وبألحان متكررة، وبات من الصعب عليه الخروج من هذا القالب بسهولة، مشيرا إلى أن هذا الفريق بات محاصرا في ذلك القالب، وأما أن يشدو بهموم الناس فلا يستطيع التفاعل معه ولا الإحساس فيما يغني، وقال: "الأداء الإنشادي عليه ان يتفاعل مع الكلمة لا أن يكون فقط ترديدًا لمفردات غامضة بدون روح وتفاعل معها أثناء الأداء". وأبدى تحسره على الوضع الحالي داعيا إلى توفير المقومات الثقافية للمنشد ومده بموضوعات جديدة تلامس حاجات وهموم الجمهور. محاكاة واضحة من جانبه يخالف المدير التنفيذي في "نظرة" للخدمات التسويقية المنشد عبدالسلام الفواز رأي الجنيدي، ويرى أن الإنشاد الآن أفضل حالا مما كان، وأن فيه محاكاة لمشاكل الناس أكثر من الماضي سواء على المستوى الاجتماعي وكذلك السياسي، وذكر أنه تم إخراج أعمال كثيرة في الفترة الأخيرة تحدثت عن مواضيع اجتماعية عدة من أهمها "فراق أو لقاء صديق، أو كثرة المصائب، أو عن أحد الوالدين، الطلاق، العنوسة.. إلخ". وعلى المستوى السياسي تم إنتاج بعض الأعمال الجميلة والمرتبطة بثورات الربيع العربي وعبرت عن هموم الشارع بطريقة روحانية. ونوه الفواز إلى أن الإنشاد في وضعه الحالي أفضل بكثير من سابق عهده وأنه تطور كثيرًا، وأصبح يناقش أغلب الأمور الروحية للإنسان والتي يحتاج الناس لسماعها، وأنه لم يعد مقتصرًا على المدح فقط، وانه سوف يحقق انتشارًا كبيرًا في السنوات القليلة القادمة لكن الأمر يحتاج إلى مزيد من الصبر والعمل الجاد أيضا. تسابق نحو النجاح أما حذيفة القرشي فيؤكد أن الإنشاد يحاكي هموم المجتمع بشكل واضح، وهناك عدد كبير من المنشدين يسابقون الزمن لأجل الصدارة فى طرح القضايا الاجتماعية، وأضاف: "ولهذا أصبح الإنشاد أفضل من الغناء من حيث التنافسية الشريفة في تقديم عمل فني متكامل". من جهته أوضح الموزع فواز الأحمد أن الوضع الحالي للنشيد قوي جدًا، وأنه يحاكي هموم وأوضاع الناس الحالية، وبات منبرًا للتثقيف وتوعية الناس، كما أنه تطرق لبعض المشاكل الاجتماعية مثل المخدرات وحالات الطلاق والمشكل الأسرية. وذكر الأحمد أنه مع ثورات الشعوب العربية أصبح الإنشاد يحكي بلسان الشعب الثائر والأمثلة كثيرة على ذلك، كما أنه حاضر في مناسبات الأفراح والأعياد وحاضر في المناسبات الحزينة كالموت وهو ما يعني تواجده فى الشارع وبشكل متجدد.