(ف) (س) (ا) (د)، ما هي إلا بعض الحروف الهجائية حين ننطقها وهي على هذه الهيئة من الرسم، فهذا يعني أنها أصوات للحروف، أما عندما نلفظها.. سين أو عين فنحن نعني اسم الحرف لا صوته. إلا أن حال تلك الأحرف تبدّل حين انسلخت من أبجديّات سلمها، وتقافزت على سلالم أخرى، مستغلة مناصبها وسلطتها وسطوتها فتكاثرت، واخترق الحرف الواحد منها جدار الصوت، فصار اسمه ملء السمع والبصر.. وأصبح إما سين أو عين من الناس!!. بينما كانت الرقابة تغط في سباتها المعهود، استمرأت الأحرف بيع الذمم وشراء الضمائر واللعب في ميادين الغفلة.. رشوة وفساد تنامى مد دائرته حتى طال الدوائر ذات الصلة بها. إلى أن كانت الكارثة التي كانت أول الخيط الذي كشف النقاب عن انتهاكات حروف أخرى جرَّت خلفها باقي الأحرف الأبجدبة فتناثرت على صفحات الصحف طولًا وعرضًا، مرة (ر) وأخرى (ط) أو (ز، ش، ع).. وعلى المتابع أن يجتهد في فك شفرتها!! يظن مرة ويشك مرات.. إنه فلان أو علان. إن نتائج التحقيقات الخاصة بقضية كارثة سيول جدة كانت جميعها تشير إلى جهة واحدة، كانت هي القاسم المشترك الأكبر في كل تلك القضايا، وقضايا أخرى توالت مع الأيام، فتهاوت الحروف فيها حرفًا إثر حرف.. ثم كانت كارثة سيول جدة هي القشة التي قصمت ظهر البعير!!. أتساءل هل كنا ننتظر أن تحدث هذه الكارثة!؟ لتكون نقطة انطلاقٍ متأخرة لجهاز رقابة بات وأبجد هوز الفساد ذاك على درجة واحدة من سلم أبجديات واقع اللا معقول واللا منطق في تشابك قضايا حروف كارثة سيول جدة. مرصد.. أترك مساحة المرصد هذه المرة للقارئ الكريم فهو صاحب الحق فيها أكثر مني. [email protected]